«أوكرانيا أن لديها مناجم غنية تحت الأرض نريد هذه المناجم الغنية تحت الأرض..نريد ضمانات من أوكرانيا بشأن هذه القضية»، علي طريقة المثل الشعبي السائد “خد وهات عمك عشم مات”، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ابتزاز الكوكب بدوله وشعوبه، حتي أنه قايض الرئيس الأوكراني علي ثروات بلاده في مقابل اقناع روسيا بوقف الحرب.
وفي مقال بصحيفة “واشنطن بوست” دعا كاتب أمريكي الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى تجنب ما وصفه بـ”الخطأ الاستراتيجي” الذي ارتكبته الولايات المتحدة في من خلال عدم استغلال موارده النفطية، عندما يتعامل مع ملف أوكرانيا التي تمثل فرصة مشابهة “عدم تفويتها”.
وأعلن ترامب عن نيته في أن تزود أوكرانيا الولايات المتحدة بالمعادن الأرضية النادرة.ويُقترح هذا كشكل من أشكال التعويض عن المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة لدعم جهود أوكرانيا الحربية ضد روسيا.
وفي تصريح للصحفيين في البيت الأبيض، أشار ترامب إلى أن أوكرانيا منفتحة على هذه الفكرة.وأعرب عن رغبته في “المساواة” من جانب أوكرانيا في مقابل الدعم المالي من واشنطن، والذي قال إنه “قريبة من 300 مليار دولار”.
وقال ترامب: “نحن نقول لأوكرانيا إنها تمتلك معادن نادرة ثمينة للغاية.. نحن نتطلع إلى عقد صفقة مع أوكرانيا حيث يمكنهم تأمين ما نقدمه لهم من معادن نادرة وأشياء أخرى”.
ولكن لم يتضح على الفور ما إذا كان ترامب يشير إلى جميع أنواع المعادن الحيوية أم إلى المعادن النادرة على وجه التحديد.
وكثيرا ما يستخدم مصطلح “المعادن النادرة” لوصف مجموعة من 17 عنصرا متشابها كيميائيا تشكل أهمية بالغة لتصنيع العديد من المنتجات عالية التقنية، بما في ذلك الإلكترونيات الاستهلاكية والمركبات الكهربائية والمعدات العسكرية.
ويقول الكاتب الأمريكي مارك أ. ثيسن، إن ليست فقط “سلة خبز أوروبا”، بل إنها قوة معدنية عظمى تمتلك احتياطيات ضخمة من المعادن الاستراتيجية.
ومن بين 50 معدنًا استراتيجيًا حددتها الولايات المتحدة كعناصر حيوية لاقتصادها وأمنها القومي، توفر أوكرانيا 22 معدنًا، تشمل الليثيوم، الجرافيت، المعادن الأرضية النادرة، والتيتانيوم، وهي موارد ضرورية لصناعات حيوية مثل الطائرات، الهواتف المحمولة، المركبات الكهربائية، والصلب، بحسب الكاتب.
ووفقًا لتقرير لشركة “SecDev” الكندية، تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطيات اليورانيوم في أوروبا، وثاني أكبر احتياطيات خام الحديد والتيتانيوم والمنغنيز، فضلاً عن ثالث أكبر احتياطيات الغاز الصخري.
وتُقدر هذه الموارد الطبيعية بنحو 26 تريليون دولار، وهي ثروة جعلت منها هدفًا استراتيجيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق الكاتب.
وذكر الكاتب الأمريكي أن “استولت على حوالي 57% من احتياطيات الفحم الأوكرانية ونصف بعض المعادن النادرة، لكنها فشلت في السيطرة على 13.6 تريليون دولار من ثروات أوكرانيا المعدنية والهيدروكربونية”.
ورأى أن هذه “خسارة فادحة لبوتين وفرصة هائلة للولايات المتحدة”.وأضاف أن “هذه الثروة قد تُستخدم لخفض تكاليف الطاقة الأمريكية وتعزيز الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، لكنها تتطلب بيئة مستقرة لجذب الاستثمارات.
ودعا الكاتب ترامب إلى “العمل على تحقيق سلام دائم في أوكرانيا بشروط تضمن حماية هذه الموارد ومنع روسيا من استئناف عدوانها”.
ويؤكد أن “أي اتفاق سلام مع روسيا لن ينجح إذا لم يكن مدعومًا بحدود أوكرانية قابلة للدفاع وجيش قوي قادر على ردع أي عدوان مستقبلي”،
مشدداً على ضرورة استمرار الولايات المتحدة في تسليح أوكرانيا، واقترح تمويل هذا التسليح من خلال قروض مدعومة بموارد أوكرانيا المعدنية والوقود الأحفوري.
واختتم الكاتب بالتأكيد على أن اتفاقية سلام تحقق الاستقرار لأوكرانيا وتضمن استغلال مواردها بالتعاون مع الولايات المتحدة ستصب في مصلحة الشعبين الأوكراني والأمريكي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تكون مفتاحًا لضمان أمن واستقرار المنطقة في مواجهة التهديدات الروسية.