«إنا لأمريكا وإنا إليها لخاضعون».. هكذا اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قطع المساعدات الأمريكية عن جنوب أفريقيا، بزعم استهداف الحكومة الحالية للمزارعين البيض في البلاد، في هدية غير معلنة لحليفه الإسرائيلي نتانياهو الذي يواجه هزيمة مذلة في غزة، كنا يواجه قرار اعتقاله أمام محكمة العدل الدولية بسبب دعوي رفعتها جنوب إفريقيا.
ورحبت جمهورية جنوب إفريقيا بمذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف جالانت.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بخصوص “ارتكاب جرائم حرب” في قطاع غزة، كما وافقت بالإجماع على قرارين يرفضان الطعون المقدمة من إسرائيل بموجب المادتين 18 و19 من نظام روما الأساسي “النظام الأساسي”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية؛ اليوم الإثنين، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يجري مباحثات بشأن المرحلة الثانية لصفقة التبادل مع حركة حماس، بعد أن أرجأ موعد الدخول في المفاوضات إلى ما بعد اجتماعاته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وزعم ترامب إن “فئات معينة من الناس” في جنوب أفريقيا تتلقى معاملة “سيئة للغاية” وإنه سيقطع التمويل عن البلاد لحين التحقيق في هذا الأمر، دون أن يقدم أي دليل.
وذكر ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال أمس الأحد “تصادر جنوب أفريقيا الأراضي وتعامل فئات معينة من الشعب معاملة سيئة للغاية”.
وأضاف “الولايات المتحدة لن تقبل بذلك، وسوف نتحرك. سأقطع كل التمويل المستقبلي عن جنوب أفريقيا لحين الانتهاء من التحقيق الكامل في هذا الوضع”.
وأظهرت أحدث بيانات للحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم مساعدات بقيمة نحو 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في عام 2023.
ووقع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا الشهر الماضي مشروع قانون من شأنه أن يسهل على الدولة مصادرة الأراضي من أجل المصلحة العامة.
وقالت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا ردا على منشور ترامب “نحن على ثقة من أن مستشاري الرئيس ترامب سيستغلون فترة التحقيق للتوصل إلى فهم شامل لسياسات جنوب أفريقيا في إطار الديمقراطية الدستورية”.
وأضافت “قد يتضح أن قانون المصادرة ليس استثنائيا، إذ إن عددا كبيرا من الدول لديه تشريعات مماثلة”.
وانخفضت عملة جنوب أفريقيا في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين بعد تصريحات ترامب عن قطع التمويل.
وبحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، جرى تداول الراند عند 18.96 مقابل الدولار ، منخفضا نحو 1.4 بالمئة عن مستوى إغلاقه يوم الجمعة..
من جهته، رد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، على قرار ترامب بقطع المساعدات عن بلاده، بسبب “مزاعم بسوء معاملة المزارعين البيض”، نافيا ادعاء ترامب بأن السلطات “تصادر الأراضي”.
وكتب رامافوزا على منصة “إكس”، إن “جنوب إفريقيا ديمقراطية دستورية متجذرة بعمق في سيادة القانون والعدالة والمساواة. لم تصادر حكومة جنوب إفريقيا أي أراض”.
وأردف رامافوزا في بيانه: “نتطلع إلى العمل مع إدارة ترامب بشأن سياستنا لإصلاح الأراضي والمسائل التي تهم الجانبين”.
وأضاف أنه في حين كانت الولايات المتحدة شريكا استراتيجيا سياسيا وتجاريا رئيسيا، إلا أنها لم تقدم تمويلا كبيرا لجنوب إفريقيا سوى في برنامج رئيسي للمساعدة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
ويأتي بيان رئيس جنوب إفريقيا بعد أن كتب ترامب على منصته Truth Social، الأحد، أنه سيقطع كل التمويل المستقبلي للبلاد إلى أن يتم إجراء تحقيق كامل في مزاعم مفادها أن “جنوب إفريقيا تصادر الأراضي، وتعامل طبقات معينة من الناس بشكل سيئ للغاية”.
وتتعلق شكوى ترامب منذ فترة طويلة، والتي عرضها أيضا في عام 2018 خلال ولايته الأولى، بنظام الإصلاح الزراعي المعقد في جنوب إفريقيا.وفي الماضي، أبعدت السياسات العنصرية في جنوب إفريقيا السود وغير البيض بالقوة من الأراضي ليستغلها البيض.
وكان هناك حكم بإعادة توزيع الأراضي واستردادها في دستور البلاد منذ أن تخلصت جنوب إفريقيا من حقبة الفصل العنصري وأجرت أول انتخابات ديمقراطية لها في عام 1994.
ومع ذلك، لا تزال البطالة والفقر منتشرين بقوة بين السود في جنوب إفريقيا، الذين يشكلون حوالي 80% من السكان، ومع ذلك يمتلكون جزءا ضئيلا من الأرض.
وفي يناير/كانون الثاني، وقع رامافوزا على قانون يتضمن إرشادات جديدة لمصادرة الأراضي، ويشمل تمكين الحكومة من مصادرة أراض دون تعويض في بعض الحالات.
في منشوره على “إكس”، الاثنين، قال رامافوزا إن القانون “ليس أداة للمصادرة”، بل عملية قانونية “تضمن وصول العامة إلى الأراضي بطريقة منصفة وعادلة وفقا لما ينص عليه الدستور”.
ومع ذلك، لا تزال الحماية الدستورية ضد نزع الملكية دون تعويض سارية، ويعتقد خبراء أن الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا سيواجه تحديات قانونية إذا سعى إلى تنفيذ هذه السياسة.
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم؛ إن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرهون بنتائج اجتماع ترامب ونتنياهو الثلاثاء.كما نقل الموقع عن المصادر ذاتها، أن عدم التحرك نحو المرحلة الثانية من الاتفاق قد يعني استمرار الحرب في غزة عاما آخر.
كما ذكر الموقع، أنه من المتوقع اجتماع الرئيس بنتنياهو مرتين في واشنطن الثلاثاء، مرة من أجل اجتماع عمل، والأخرى من أجل عشاء غير رسمي.وكان نتنياهو قد أجل قبل مغادرته إلى واشنطن اجتماعا كان مقررا لبحث بدء محادثات المرحلة الثانية.
وقبيل توجهه إلى واشنطن، قال نتنياهو؛ إنه سيبحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “قضايا حرجة؛ بينها الانتصار على حماس، وإعادة جميع المحتجزين في غزة، ومواجهة المحور الإيراني”، وفق وصفه.
وقال نتنياهو: “سأغادر إلى واشنطن لحضور اجتماع مهم للغاية مع الرئيس ترامب”.واعتبر أن كونه أول مسؤول أجنبي سيلتقي الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، “له أهمية كبيرة ويشهد على قوة التحالف بيننا، الذي أدى إلى اتفاقيات أبراهام التي قادها الرئيس ترامب”.
وزعم نتنياهو أن “القرارات التي اتخذناها في أثناء الحرب، قد غيرت وجه الشرق الأوسط بالفعل، إلى درجة لا يمكن التعرف عليها”.
ومضى قائلا: “من خلال العمل المشترك والجاد مع الرئيس ترامب، يمكننا تغيير الأمر أكثر نحو الأفضل، وتعزيز أمن إسرائيل، وتوسيع دائرة السلام، وتحقيق حقبة رائعة لم نحلم بها أبدا، من الرخاء والسلام انطلاقا من القوة”.
وكان البيت الأبيض أعلن الجمعة، أن نتنياهو سيزور واشنطن ويعقد اجتماع عمل مع ترامب، قائلا؛ إن الاجتماع المرتقب يؤكد دعمه المستمر لإسرائيل.
ويوم 19 كانون الثاني/ يناير المنصرم، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس والاحتلال، عقب ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة بدعم أمريكي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.