منظمة أطباء بلا حدود تحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان
حذرت منظمة أطباء بلا حدود يوم الإثنين من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان، حيث يعاني نصف سكان البلاد من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في وقت يواجه فيه نحو 8.5 مليون شخص حالة طوارئ غذائية قد تصل إلى حد المجاعة.
وقالت المنظمة في بيان لها: “يجب على الجهات المانحة الدولية، الأمم المتحدة، والأطراف المتحاربة في السودان وحلفائهم التحرك فورًا لمنع المزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها بسبب سوء التغذية في السودان.” وأضاف البيان أن 24.6 مليون شخص من إجمالي سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع وجود 8.5 مليون شخص في وضع كارثي.
وأشار مدير عمليات المنظمة، ستيفان دويون، إلى أن توفير حصص غذائية شهرية للأشخاص في أشد الأوضاع خطورة يتطلب 2500 شاحنة مساعدات شهريًا، في حين عبرت نحو 1150 شاحنة فقط إلى دارفور بين شهري أغسطس وديسمبر من العام الماضي. ولفت البيان إلى أن معدلات سوء التغذية كانت مروعة في العديد من المناطق السودانية، خاصة في ذروة موسم الأمطار العام الماضي، كما أن الوضع في ديسمبر 2024 لا يزال مقلقًا.
وأضافت منظمة أطباء بلا حدود أن تفاقم أزمة سوء التغذية يرتبط باستمرار عرقلة المساعدات الإنسانية من قبل الطرفين المتحاربين في السودان، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معارك عنيفة خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، في حين بلغ عدد النازحين واللاجئين نحو 14 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما أشار بحث أجرته جامعات أمريكية إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يصل إلى نحو 130 ألف شخص.
وتصاعدت الدعوات الأممية والدولية لإنهاء القتال في السودان بهدف تجنب كارثة إنسانية، حيث دفع القتال المستمر في 13 ولاية من أصل 18 بالعديد من الأشخاص إلى المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يتطلب الوضع تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم للملايين الذين يعانون من تأثيرات النزاع المستمر في السودان.