الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجتمع مع الرئيس الانتقالي السوري أحمد الجولاني
في خطوة تثير الكثير من الجدل، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا مع الرئيس الانتقالي السوري أحمد الجولاني، وذلك لمناقشة مستقبل سوريا والوضع الأمني والسياسي في البلاد.
الاجتماع الذي عقد مؤخرا، ناقش عدة ملفات حساسة تخص الوضع في سوريا، أبرزها الدور التركي التوسعي في سوريا وتنسيق المواقف بين الطرفين.
تأسيس حزب “حزب الحياة الجديدة”
في هذا السياق، نقلت الصحفية التركية ناغيهان ألجي عبر مقال نشرته في صحيفة HaberTürk، عن تحضيرات تجري في سوريا لتأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم “حزب الحياة الجديدة”، الذي يعتقد أن رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي هو من اقترح تسميته.
وأكدت ألجي أن العمل على تأسيس الحزب قد تسارع بشكل لافت في الفترة الأخيرة، وينظر إليه على أنه مشروع سياسي يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، مع محاولة احتضان جميع مكونات المجتمع السوري من عرب وأكراد وتركمان وغيرهم.
أهداف الحزب الجديد: “حزب الحياة الجديدة”
بحسب المعلومات الواردة، يبدو أن هذا الحزب الجديد يسعى إلى أن يكون منصة سياسية جامعة لجميع الأطياف السورية، وينظر إليه كأداة لتحقيق الوحدة الوطنية في ظل الأوضاع المتقلبة التي تمر بها البلاد.
الحزب يهدف إلى بناء سوريا المستقبل على أسس من السلام، الاستقرار، والرفاهية، ويعتمد على التعددية والقبول بكل المكونات العرقية والدينية في البلاد.
معاني شعار الحزب
شعار الحزب يتضمن العديد من الرموز التي تحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة:
- الهلال: يرمز إلى الإسلام ويعكس الاستقلال والإرث التاريخي لسوريا.
- غصن الزيتون: يمثل السلام، الأخوة، والرخاء، ويعكس رغبة الحزب في تعزيز الوحدة المجتمعية.
- طائر الأبابيل: يرمز إلى الشجاعة، العزيمة، والعدالة، ويعكس التزام الحزب بالدفاع عن حقوق السوريين وتحقيق الديمقراطية.
- ثلاث نجوم: تشير إلى العلم السوري وتمثل المبادئ الثلاثة الأساسية للحزب: الوحدة، الاستقلال، والرفاهية.
كما تم التأكيد على عبارة هامة في الوثائق التأسيسية للحزب تقول: “التنوع ثراء، والحزب يحتضن جميع الفئات”. ويعتبر ذلك إشارة قوية إلى رغبة الحزب في تجاوز الانقسامات العرقية والطائفية التي لطالما كانت سببا في الأزمة السورية.
المسودة الدستورية السورية الجديدة
إلى جانب تأسيس الحزب، كشفت الصحفية ناغيهان ألجي عن تفاصيل تتعلق بـ مسودة الدستور السوري الجديد التي يعتقد أن حزب الحركة القومية التركي قد ساهم في إعدادها، وذلك بمشاركة دولت بهتشلي بشكل مباشر في صياغة بعض البنود الرئيسية. المسودة تشير إلى رغبة تركية واضحة في إعادة تشكيل النظام السياسي في سوريا بما يتماشى مع المصالح الإقليمية.
وقد حصلت الصحفية على أول ثلاث مواد من المسودة، وهي:
- المادة 1: شكل الدولة وصفاتها – تنص على أن سوريا ستكون جمهورية ذات سيادة، ديمقراطية، اجتماعية، وقائمة على سيادة القانون، مع تأكيد على التعددية الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان. كما يشدد على أن التنوع العرقي والديني في البلاد هو مصدر للثراء.
- المادة 2: أهداف الدولة ومهامها – تلتزم الدولة السورية بحماية كرامة الإنسان وضمان الحقوق والحريات، مع التركيز على العدالة الاجتماعية ومحاربة التمييز والفساد.
- المادة 3: السيادة – تقر المسودة بأن السيادة ملك للشعب السوري، وتمارس من خلال انتخابات حرة ونزيهة، مع التأكيد على الديمقراطية التعددية وحق المواطنين في المشاركة الفعالة في إدارة شؤون الدولة.
الأبعاد السياسية التركية
من الواضح أن تركيا تسعى من خلال هذه الخطوات إلى تعزيز نفوذها في سوريا، خاصة بعد سنوات من التدخل العسكري والسياسي في شمال البلاد. يترجم مشروع تأسيس الحزب الجديد والعمل على صياغة الدستور السوري بشكل ملحوظ إلى دور سياسي متزايد لتركيا في تشكيل مستقبل سوريا. يفتح هذا الباب أمام التوسع التركي على المستويين السياسي والعسكري في ظل التهديدات المستمرة من جماعات كردية مسلحة في شمال سوريا.
الخطوات التركية تبدو في هذا السياق استراتيجية تهدف إلى التأثير على العملية السياسية في سوريا، بما يتماشى مع مصالحها الأمنية والإقليمية. كما أن تأييد تركيا لمشروع الدستور الجديد قد يتيح لها الحصول على دور قيادي في مستقبل سوريا، عبر التأثير على ملامح النظام السوري القادم.