تفجيرات منبج وتورط كتيبة “طوران” التركمانية
كشفت مصادر سورية مطلعة عن تورط كتيبة “طوران” التركمانية في سلسلة التفجيرات الأخيرة في مدينة منبج بشمال شرق سوريا، التي أسفرت عن مقتل 20 شخصا وإصابة العشرات. ويأتي هذا الهجوم في وقت يشهد فيه شمال سوريا تصعيدا عسكريا بين الفصائل المسلحة الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” الكردية، ما يساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
خلفيات التفجيرات
تفجيرات منبج التي وقعت في الأيام الأخيرة هي الثانية من نوعها في المدينة في فترة قصيرة، حيث شهدت المدينة سلسلة من الأعمال العسكرية العنيفة بين قوات “قسد” والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا. وتعتبر منبج منطقة استراتيجية تشهد صراعا مستمرا على السيطرة، خاصة بعد أن تمكنت الفصائل الموالية لتركيا من السيطرة على المدينة، بعد معارك شرسة ضد “قسد” التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري. التفجير الأخير يأتي في وقت حساس بعد سلسلة من الاشتباكات والمناوشات بين الطرفين، وهو ما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.
تورط كتيبة “طوران” في العمليات
بحسب المعلومات التي تم تداولها من داخل مدينة منبج، فإن كتيبة “طوران” التركمانية هي المسؤولة عن تنفيذ التفجيرات الأخيرة، حيث تضم هذه الكتيبة في صفوفها عددا من الأتراك والأوزبك. وتعد هذه الكتيبة واحدة من الكتائب المتورطة في عمليات إعدام ميداني لجرحى الحرب في مشافي منبج خلال فترة احتلال المدينة، وهو ما يثير قلقا كبيرا بشأن حقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها هذه الفصائل.
وقد وصلت المعلومات المتعلقة بهذه الانتهاكات إلى التوجيه الإعلامي عبر مصادر خاصة من داخل المدينة، حيث طالبت هذه المصادر بضرورة التحقيق الفوري في تورط كتيبة “طوران” في تفجيرات منبج، بالإضافة إلى التحقيق في عمليات الإعدام الميداني التي نفذتها هذه الكتيبة أثناء احتلال المدينة. كما أكدوا امتلاكهم العديد من مقاطع الفيديو بالصوت والصورة التي توثق عمليات الإعدام الميداني التي جرت في مشافي منبج.
التركمان في سوريا ودورهم في الصراع
يقدر عدد التركمان في سوريا بحوالي 3 ملايين شخص، حيث يعيشون في مختلف المناطق السورية، مثل اللاذقية والرقة وحلب وحماة وحمص. وفي بعض هذه المناطق، شكل التركمان تشكيلات مسلحة تقاتل إلى جانب القوات التركية ضد “قسد”، بما في ذلك كتائب وألوية مثل “لواء السلطان محمد الفاتح” و”لواء السلطان سليمان” و”لواء السلطان مراد”، وهي تتبع في بعض الأحيان الجيش السوري الحر أو مجموعات إسلامية متشددة.
تسعى تركيا إلى تعزيز وجود التركمان في شمال سوريا من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي لهذه الفصائل، وتحويلها إلى رأس حربة في الصراع ضد الأكراد. وتتولى القوات التركية عمليات تدريب لهذه المجموعات بهدف تعزيز قوتها العسكرية في المناطق المتنازع عليها مثل عفرين ومنبج ورأس العين.
الانتهاكات الحقوقية في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من تركيا
وفقا لتقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وثقت المنظمة العديد من الانتهاكات الحقوقية في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، بما في ذلك عمليات الاعتقال التعسفي، التعذيب، والاختطاف.
كما وثق التقرير حالات تعذيب عنيفة تمارسها هذه الفصائل ضد المدنيين، إضافة إلى عمليات تهجير قسري، ونهب الممتلكات، والابتزاز، في إطار محاولات تغيير التركيبة السكانية لهذه المناطق.
وبحسب التقرير، فإن هناك حالات عديدة لاعتقال الأطفال، والعنف الجنسي ضد النساء، وخاصة النساء الكرديات المحتجزات من قبل الفصائل المدعومة من تركيا. وقد استمر الفشل في محاسبة الجناة على هذه الجرائم، حيث يعاني النازحون من تفاقم الأوضاع في المخيمات المكتظة.