إضراب مفتوح لعمال شركة النساجون الشرقيون احتجاجا على العلاوة السنوية
واصل أكثر من 20 ألف عامل في شركة النساجون الشرقيون، المنتشرة على مستوى 15 مصنعًا في العاشر من رمضان، إضافة إلى المستشفى الخاص بالشركة، في إضراب مفتوح عن العمل.
الإضراب جاء احتجاجًا على ما اعتبره العمال تراجعًا كبيرًا في قيمة العلاوة السنوية المقررة، بعد أن كانت الإدارة قد وعدت برفعها بنسبة 40%، لكنها اكتفت بنسبة 5% فقط، وهو ما يعد أقل بكثير من العلاوة السنوية للعام الماضي التي كانت قد وصلت إلى 15%.
مطالب العمال وتطورات الإضراب
العاملون في شركة النساجون الشرقيون عبروا عن استيائهم الشديد من تجاهل الإدارة لمطالبهم، والتي تمثلت في عدم الوفاء بالوعود التي تم تقديمها لهم بشأن زيادة العلاوة السنوية. كما اعتبروا أن نسبة الـ 5% التي تم إقرارها لا تعكس معدلات التضخم أو الزيادة في تكاليف المعيشة، مما أسفر عن توتر واسع بين العمال والإدارة.
من ناحية أخرى، أثار قرار إدارة الشركة بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 7 آلاف جنيه حفيظة العديد من العاملين، إذ وجدوا أن هذه الزيادة لم تأخذ في الحسبان التدرج الوظيفي، ما يعني أن العاملين الذين قضوا سنوات طويلة في الخدمة سيتساوون في الأجر مع الموظفين الجدد، مما اعتبره البعض مجحفا لهم.
في ظل هذه الظروف، نظم العمال وقفة احتجاجية تلاها قرار بالإضراب المفتوح عن العمل في جميع مصانع الشركة والمستشفى، في خطوة تصعيدية للضغط على الإدارة.
رد فعل الإدارة وإجراءاتها ضد الإضراب
بدلا من التفاعل الإيجابي مع مطالب العمال، قامت إدارة الشركة باتخاذ إجراءات قمعية ضدهم، شملت إغلاق أبواب المصانع أمامهم، إيقاف الأتوبيسات الخاصة بهم، وإلغاء ورديات العمل، وهي إجراءات اعتبرها العمال مخالفة للقانون، حيث يحق لهم التظاهر بشكل سلمي وتقديم مطالبهم عبر الحوار.
التوصل إلى اتفاق مبدئي وتعليق الإضراب
في تطور لاحق، تم الإعلان عن تعليق الإضراب بعد اجتماع بين ياسمين خميس، مالكة الشركة، وإدارة الشركة، إلى جانب ممثلين عن العمال. أسفر الاجتماع عن اتفاق مبدئي يقضي بإعادة هيكلة الأجور داخل الشركة خلال 15 يومًا، وهو ما مثل خطوة إيجابية في طريق تهدئة الأوضاع وإنهاء الأزمة.
دعوات للتعاطي مع حقوق العمال
في إطار هذا التطور، رحبت لجنة العدالة بتعاطي إدارة الشركة الإيجابي مع مطالب العمال، وأكدت أن الحوار البناء هو السبيل الوحيد لحل الأزمات العمالية. كما دعت وزارة القوى العاملة المصرية إلى التدخل ودعم حقوق العمال في الشركات الخاصة، من خلال متابعة هذه القضية ومساندة حقوق العاملين في سبيل ضمان تحسين أوضاعهم وظروفهم المعيشية.
تأثير الإضراب على مستقبل حقوق العمال في الشركات الخاصة
يمثل الإضراب الأخير لعمال شركة النساجون الشرقيون في العاشر من رمضان علامة فارقة في مواجهة التضييق على حقوق العمال، وقد أسفر عن ضغط كبير على إدارة الشركة لتقديم تنازلات بشأن هيكلة الأجور. ورغم أن الأزمة قد تم تهدئتها مؤقتًا، فإن التعاطي الإيجابي من قبل الأطراف المعنية لا بد أن يكون هو الأساس لتحقيق حلول مستدامة تحقق العدالة لجميع الأطراف المعنية.










