تصريحات ترامب حول السيطرة على قطاع غزة
في تصريحات مفاجئة، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدخل الجيش الأمريكي للسيطرة على قطاع غزة، في ظل تجدد تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين من القطاع وإعادة بناء غزة “لكل شعوب العالم”.
اقترح ترامب خلال مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أن “الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وسنعمل معه أيضًا”. هذه التصريحات، التي تلت تصريحات سابقة لترامب حول إمكانية استيعاب الدول المجاورة للنازحين الفلسطينيين من غزة، أثارت موجة من الردود الرافضة من قبل الدول العربية والعديد من القوى الإقليمية والدولية. فما الذي يعنيه هذا التحرك العسكري الأمريكي بالنسبة للمنطقة؟ وكيف ستتأثر المعادلات السياسية والأمنية؟
السياق الحالي والتحديات الأمنية في غزة
غزة، التي تعتبر واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، تشهد صراعًا مستمرًا بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، بالإضافة إلى العديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى. يبلغ طول قطاع غزة 41 كيلومترًا (25 ميلًا) وعرضه 10 كيلومترات، ويمتد بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط. ويعيش فيه ما يقرب من مليوني شخص، معظمهم من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين الذين نزحوا من أماكن أخرى في المنطقة.
الصراع الدموي الذي شهدته غزة في الأشهر الأخيرة أفرز واقعًا إنسانيًا معقدًا، حيث يعاني المواطنون من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، إلى جانب التدمير الواسع للبنية التحتية. وقد أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 46600 شخص في غزة، بما في ذلك عدد كبير من النساء والأطفال، وفقًا لأرقام سلطة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
التداعيات السياسية لتولي الولايات المتحدة السيطرة العسكرية
إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية
ستكون هذه الخطوة بمثابة تحول في العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، الذي يواجه برفض قاطع من قبل الدول العربية وخاصة مصر والأردن والسعودية، ما قد يفاقم التوترات الإقليمية. ورفضت الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر — التي لعبت الدور الرئيسي في المفاوضات بين إسرائيل وحماس — هذه الفكرة. وقالت الدول العربية إن مثل هذه الخطط “تهدد استقرار المنطقة، وتخاطر بتوسيع الصراع، وتقوض آفاق السلام والتعايش بين شعوبها”.
موقف السلطة الفلسطينية
سيواجه هذا القرار رد فعل كبير من السلطة الفلسطينية، التي ترى في القضية الفلسطينية مسألة ذات سيادة، وقد يعتبرون تولي الولايات المتحدة السيطرة العسكرية محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية وحل الدولتين، ما يعقد من موقفهم تجاه أمريكا وإسرائيل، ويهدد بتصاعد العنف في المنطقة.
التداعيات العسكرية والإنسانية
فرض النظام العسكري الأمريكي
تولي الولايات المتحدة السيطرة العسكرية في غزة يعني أن القوات الأمريكية قد تصبح مسؤولة عن تأمين الحدود، وفرض الأمن داخل القطاع، وربما الإشراف على عمليات إعادة الإعمار. سيكون أمام الولايات المتحدة تحديات كبيرة في التعامل مع الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية للمصالح الأمريكية في المنطقة التي قد تنشأ نتيجة هذا الوجود العسكري.
الاستقرار على المدى الطويل
حتى وإن نجحت القوات الأمريكية في فرض بعض الاستقرار المؤقت، فإن التحديات طويلة الأمد ستظل قائمة. فغزة تمتاز بتعقيدها السياسي والاجتماعي، والعديد من الأطراف المحلية والدولية قد ترفض هذا الوجود العسكري الأجنبي، مما قد يؤدي إلى تصاعد أعمال العنف والمقاومة، ويعيق تحقيق السلام المستدام.
الردود الدولية والإقليمية
موقف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية
من المرجح أن يثير هذا التحرك الأمريكي انتقادات من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، التي قد ترى فيه انتهاكًا للسيادة الفلسطينية. وقد يتم استنكار هذا التدخل على أنه تجاوز للقرارات الدولية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
دور مصر والأردن
مصر والأردن، باعتبارهما من الدول الرئيسية في الملف الفلسطيني، سيكون لهما دور كبير في التفاعل مع هذا التحرك. فمصر، التي تلعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، قد أعلنت رفضها التام لتهجير سكان غزة. إذا تولت الولايات المتحدة السيطرة العسكرية، قد تشهد الأمور توترا في العلاقات بين البلدين، وهو ما يهدد بعدم استقرار المنطقة. كما حذر الأردن من مغبة تهجير الفلسطينيين من غزة، مشيرة إلى أن هذه الخطط قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة.
التحديات
المقاومة المحلية
من المتوقع أن يواجه الوجود الأمريكي مقاومة شديدة من مختلف الأطراف الفلسطينية، بما في ذلك حماس والفصائل المسلحة الأخرى.
تعقيد الوضع الإقليمي
التحركات الأمريكية قد تزيد من تعقيد العلاقات مع دول إقليمية أخرى، التي قد تدعم الجماعات المسلحة ضد الولايات المتحدة.
الضغط الدولي
ستكون الولايات المتحدة تحت ضغوط من المجتمع الدولي، بما في ذلك المنظمات الحقوقية، التي قد تتهمها بتوسيع دائرة الصراع والانتهاكات الإنسانية.
وقال السيناتور عن ولاية كونيتيكت كريس مورفي في برنامج “إكس”: “لدي أخبار لكم – نحن لا نسيطر على غزة”، مضيفًا أن ترامب “فقد أعصابه تمامًا”.
يبلغ طول قطاع غزة 41 كيلومترًا (25 ميلًا) وعرضه 10 كيلومترات، ويمتد بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط. ويعيش فيه ما يقرب من مليوني شخص، معظمهم من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين الذين نزحوا من أماكن أخرى في المنطقة.