رفض إيهود أولمرت اقتراح ترامب بشأن “السيطرة” على قطاع غزة
رفض رئيس وزراء إسرائيل السابق، إيهود أولمرت، اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص “السيطرة” على قطاع غزة، مشددًا على أن “الخطة غير قابلة للتطبيق”. وقال أولمرت في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه لا يمكن لإسرائيل تسليم غزة للولايات المتحدة، لأنها ليست أراضي إسرائيلية، بل هي “أراضي فلسطينية”.
موقف أولمرت من خطة ترامب
في تعليقه على اقتراح ترامب بأن إسرائيل ستسلم غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، أكد أولمرت أن “إسرائيل لا تملك غزة”، مشيرًا إلى أن القطاع هو “فلسطيني”. وأضاف: “نحن لا نملك غزة لكي نعطيها لأحد”. وذكر أولمرت أنه على الرغم من أنه يرحب بالمساعدة الأمريكية في إعادة إعمار غزة، إلا أن العملية يجب أن تكون تحت إشراف الفلسطينيين ولصالحهم.
وشدد أولمرت على أن فكرة أن “أمريكا ستسيطر على غزة” هي “غير عملية وغير ممكنة”. وأعرب عن شكوكه بشأن جدية هذه الفكرة، قائلاً: “لست متأكداً من أن هذا الأمر قد نوقش بطريقة جادة قبل أن يتم تقديمه للمجتمع الدولي”.
خلفية سياسية لرئيس الوزراء السابق
يُذكر أن إيهود أولمرت كان عضوًا في حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، لأكثر من 30 عامًا. إلا أنه انفصل عن الحزب في عام 2006 مع رئيس الوزراء آنذاك، أرييل شارون، من أجل تنفيذ خطة الانسحاب من غزة التي شملت سحب القوات الإسرائيلية والمستوطنين.
تصريحات ترامب حول السيطرة على غزة
تأتي تصريحات أولمرت في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطة للولايات المتحدة “للسيطرة” على قطاع غزة، والتي كشف عنها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وقال ترامب إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، وأن “الفلسطينيين سيغادرون غزة مؤقتًا” إلى أماكن أخرى أكثر أمانًا وجمالاً.
كما تحدث ترامب عن خطط لتوطين الفلسطينيين في “مجتمعات أكثر أمانًا” مع بناء “منازل جديدة وحديثة” في المنطقة، وأشار إلى أن المنطقة ستتحول إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” في إشارة إلى تحويلها إلى منتجع سياحي.
وفي منشور له على منصته “تروث سوشيال”، ذكر ترامب أنه “لن تكون هناك حاجة لجنود أمريكيين” وأن الاستقرار سيعود إلى المنطقة بعد تطبيق خطط التنمية.
تعليقات البيت الأبيض على الخطة
بعد تصريحات ترامب، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن أي نزوح للفلسطينيين سيكون “مؤقتًا”، موضحة أن العملية تهدف إلى إعادة إعمار غزة وتهيئة الظروف للمجتمعات الفلسطينية. كما أضاف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن سكان غزة سيغادرون المنطقة لفترة “مؤقتة” خلال مرحلة إعادة الإعمار.
من المتوقع أن يزور روبيو المنطقة في منتصف فبراير/شباط الجاري، حيث سيحضر مؤتمر ميونيخ للأمن، ثم يتوجه إلى إسرائيل والإمارات وقطر والسعودية من 13 إلى 18 فبراير.
الردود الإسرائيلية
في الوقت الذي رحب فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين بفكرة ترامب حول “السيطرة” على غزة، أبرز أولمرت أن هذا الطرح غير واقعي ولا يعكس الواقع المعقد للمنطقة. وأكد أن غزة يجب أن تكون جزءًا من الحل الفلسطيني وليس تحت سيطرة أي دولة أجنبية.