الجيش اللبناني يرد على مصادر النيران من سوريا
أعلنت قيادة الجيش اللبناني، اليوم السبت، عن إصدار أوامر للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا بالرد على مصادر النيران التي تستهدف الأراضي اللبنانية، وذلك استنادًا إلى توجيهات رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.
الرد العسكري اللبناني
في بيان لها، أفادت قيادة الجيش اللبناني بأنها بدأت الرد بالأسلحة المناسبة، وذلك على خلفية الاشتباكات الأخيرة التي تعرضت خلالها عدة مناطق لبنانية لقصف وإطلاق نار من الأراضي السورية.
الاشتباكات على الحدود
الرد العسكري اللبناني يأتي في وقت حساس حيث استمرت الاشتباكات بين المسلحين على الحدود اللبنانية السورية لليوم الثالث على التوالي. وتستخدم خلال المعارك مختلف أنواع الأسلحة، ما أسفر عن وقوع إصابات عدة في صفوف المدنيين. نقل الصليب الأحمر والدفاع المدني اللبناني 21 مصابًا إلى مستشفيات مدينة الهرمل، بينهم مدنيون جراء القصف والاشتباكات في المنطقة الحدودية.
التحركات الدبلوماسية اللبنانية-السورية
في هذا السياق، كانت العلاقات اللبنانية-السورية قد شهدت تحركات دبلوماسية حيث أجرى الرئيس اللبناني اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوري أحمد الشرع يوم أمس، واتفقا على التنسيق بين البلدين لضبط الوضع على الحدود ومنع استهداف المدنيين. لكن الاشتباكات استمرت نتيجة للعمليات العسكرية السورية في منطقة حاويك الحدودية، حيث شنت إدارة أمن الحدود السورية حملة موسعة ضد التهريب، ما أدى إلى تصاعد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة في المنطقة.
سيطرة هيئة تحرير الشام على بلدة حويك
من جهة أخرى، أكدت مصادر سورية أن هيئة تحرير الشام قد سيطرت على بلدة حويك السورية المجاورة للحدود اللبنانية، بعد محاولات عدة. السكان في البلدة من اللبنانيين، وأغلبهم من عشائر زعيتر ونون وجمل، وقد رفضوا تسليم السلاح بعد سقوط حكم بشار الأسد. وتعد بلدة حويك من المناطق التي كانت تحت سيطرة العشائر التي كانت تتمتع بحماية من النظام السوري، ولكن الآن هذه العشائر تجد نفسها بلا غطاء في ظل تزايد نفوذ هيئة تحرير الشام في المنطقة.
نشاطات تهريب الأسلحة والممنوعات
ووفقًا للمصادر، تواصل العشائر في المنطقة نشاطات تهريب الأسلحة والممنوعات عبر الحدود، وهو ما دفع هيئة تحرير الشام إلى اتخاذ قرار بفرض السيطرة على المنطقة الحدودية السورية. الوضع الراهن يشير إلى فشل الاتفاقات السابقة بين العشائر والهيئة، ما يهدد بتصاعد الصراع في المنطقة.
توافق العشائر على تسليم القرى
في هذا السياق، أعلن مصدر من عشيرة آل جعفر، التي تضم العديد من سكان المنطقة، أن الهدوء سيعود قريبًا إلى المنطقة نتيجة لتوافق العشائر على تسليم القرى السورية التي يسكنها لبنانيون إلى الدولة السورية. وأشار المصدر إلى أن العشائر مقتنعة بأن حزب الله لن يتدخل لدعمهم، في ظل القوة العسكرية الكبيرة التي تمتلكها هيئة تحرير الشام والنظام السوري.
التحديات على الحدود اللبنانية السورية
ويعد الصراع في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا معقدًا بسبب العلاقات المتشابكة بين العشائر اللبنانية وحزب الله، مما يجعل الوضع على الحدود تحديًا كبيرًا للحكومة اللبنانية. وتتواصل المناوشات والاشتباكات في هذه المنطقة التي كانت تشهد توترات مستمرة منذ حكم حافظ الأسد، وتستمر حتى اليوم تحت ظل حكم بشار الأسد.