تصريحات ترامب وخامنئي حول المفاوضات مع إيران
تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب
أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع طهران، دون أن يقدم تفاصيل دقيقة حول المفاوضات المحتملة، مشيرًا إلى أنه في حال التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فإن إسرائيل لن تكون في حاجة إلى توجيه ضربات عسكرية ضد إيران.
وقال ترامب إنه يفضل إبرام “اتفاق سلام نووي موثوق” يسمح لإيران بالنمو والازدهار “سلمياً” من دون امتلاك أسلحة نووية.
وأضاف ترامب أن “الإيرانيين لا يريدون الموت، ولا أحد يريد الموت”، مشيرًا إلى تفضيله التوصل إلى اتفاق مع طهران بدلاً من اللجوء إلى القصف العسكري الذي وصفه بالـ “الشنيع”.
وتابع الرئيس الأمريكي في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” أنه في حال التوصل إلى اتفاق، فإن إسرائيل ستتجنب ضرب إيران أيضًا.
الرد الإيراني
في المقابل، جاء الرد الإيراني سريعًا، حيث عارض علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن مثل هذه المفاوضات “ليس لها أي تأثير في حل مشاكل البلاد”.
وأوضح خامنئي أن التفاوض ليس “حكيماً أو ذكياً أو مشرفاً”، مما دفع بعض المسؤولين الإيرانيين إلى التراجع عن مواقفهم بشأن التفاوض مع واشنطن.
وكان من بين هؤلاء المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني التي أكدت أن المفاوضات مع الدول الأوروبية ستستمر، مع الإشارة إلى أن إيران لن تقبل التفاوض في ظل ظروف غير مشرفة.
تصريحات ترامب حول استراتيجيته في التفاوض
في ذات السياق، أعرب ترامب عن تردده في تحديد استراتيجيته للتفاوض مع إيران، وأكد في مقابلة مع صحيفة “نيويورك بوست” أنه لا يستطيع الإعلان عن الحوافز المحتملة التي يمكن أن يعرضها في المفاوضات، وقال: “لن أقصفهم”. وأضاف أنه يأمل في أن تتراجع إيران عن خططها الحالية وأنهم سيكونون “سعداء حقًا” إذا تم التوصل إلى اتفاق.
الانتقادات الإيرانية للمفاوضات مع الولايات المتحدة
على الجانب الآخر، تزايدت الانتقادات من مقربين من خامنئي للمسؤولين الذين يروجون لفكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، وكان من أبرز هؤلاء حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة “كيهان” ومستشار خامنئي.
وفي مقال نشر في الصحيفة، حذر شريعتمداري من أن الذين يدعون للمفاوضات مع الولايات المتحدة “إذا لم يدركوا الضرر الجسيم لهذه القضية، فليس من المفترض أن يشغلوا مناصب في النظام”. وأضاف في تصريحاته الإعلامية أن ترامب لم يدعُ للمفاوضات بقدر ما دعا للاستسلام.
الأزمات الاقتصادية في إيران
في الوقت نفسه، تزايدت الأزمات الاقتصادية في إيران، حيث سجل سعر العملة الذهبية ذات التصميم الجديد رقماً قياسياً بلغ 74 مليون تومان، كما وصل سعر الدولار إلى 90 ألف تومان في السوق المفتوحة، وذلك بعد تصريحات خامنئي المعارضة للمفاوضات مع واشنطن.
تستمر الأزمة الاقتصادية والضغوط السياسية على إيران في التأثير على مواقف المسؤولين، بينما تظل المفاوضات مع الولايات المتحدة قضية مثيرة للجدل داخل دوائر صنع القرار في طهران.