لقاء بين المسؤولين الأتراك والإيرانيين في طهران
التقى رئيس جهاز الأمن القومي التركي، إبراهيم قالن، وزير الاستخبارات في حكومة بيزكيان، إسماعيل الخطيب، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، خلال زيارته إلى طهران.
ونوقش في الاجتماع عدد من القضايا الإقليمية الهامة، بما في ذلك الوضع في سوريا ومكافحة المنظمات الكردية المسلحة مثل حزب العمال الكردستاني.
علاقات وثيقة رغم الخلافات
في بيان رسمي صادر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تم التأكيد على أن العلاقات بين تركيا وإيران “وثيقة وأخوية للغاية”، وأن البلدين يتفقان على معظم القضايا الرئيسية.
تم التطرق في الاجتماع إلى القضايا الثنائية والإقليمية، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول الأوضاع في سوريا وتوترات المنطقة.
إيران وتركيا، رغم اختلافاتهما بشأن دعم الأطراف في النزاع السوري، يتشاركان موقفا مشتركا في مواجهة تهديدات المجموعات الكردية المسلحة التي تعتبرها كل من الدولتين تهديدا للأمن الإقليمي. على الرغم من أن تركيا تدعم ياطة احمد الشرع في سوريا، بينما تعارض إيران وجود جماعات إرهابية في حكم دمشق، فإن هناك توافقا على ضرورة التعاون في مواجهة التهديدات الأمنية الأخرى، خاصة الجماعات الكردية المسلحة.
التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين
وأكدت وكالة الأناضول أن اللقاء بين قالن وأحمديان تضمن مناقشة العديد من القضايا الأمنية، بما في ذلك الحرب ضد المنظمات الكردية المسلحة مثل حزب العمال الكردستاني، وتنظيم داعش، بالإضافة إلى تطورات الوضع في غزة ووقف إطلاق النار هناك. هذا يشير إلى أن الزيارة قد تسهم في تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني بين تركيا وإيران، خاصة في القضايا التي تتعلق بالإرهاب.
وكانت إيران وتركيا قد تعاونتا في الماضي ضد التهديدات الكردية في مناطق مثل إقليم كردستان العراق، حيث استهدفت قوات الحرس الثوري الإيراني وطائرات الجيش التركي معسكرات حزب العمال الكردستاني في مناطق الحدود. في عام 2018، شهدت زيارة وزير الخارجية الإيراني “آنذاك” محمد جواد ظريف إلى تركيا توافقا بين الطرفين بشأن العمليات العسكرية ضد المنظمات الكردية المسلحة.
التوترات المتعلقة بسوريا
التوترات أظهرتها التصريحات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، بما في ذلك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي ألمح في تصريحات سابقة إلى أن إيران قد تحتاج لتعلم دروسا من الوضع السوري الجديد، في إشارة إلى تغيرات قد تطرأ على المشهد الإقليمي.
إحدى القضايا التي تجمع تركيا وإيران هي التعامل مع المجموعات الكردية المسلحة، حيث تصر تركيا على أن قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في شمال شرق سوريا هي امتداد لحزب العمال الكردستاني. بينما تؤكد إيران على ضرورة التصدي لهذه المجموعات التي ترى أنها تهدد استقرار المنطقة. في هذا السياق، أكدت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداده لمساعدة دمشق في محاربة التنظيمات الكردية في سوريا، في إشارة إلى التنسيق المستقبلي بين تركيا وسوريا لمكافحة الإرهاب.