سيطرة قوات موسى هلال على مقر لواء 22 في دارفور
سيطرت قوات موسى هلال، رئيس مجلس الصحوة الثوري وزعيم قبيلة المحاميد منافس قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، على مقر لواء 22 في منطقة كتم بشمال دارفور، غرب السودان، دون مقاومة تذكر، ما يثير العديد من التساؤلات حول الترتيبات التي قد تكون قد أُبرمت بين الأطراف المتنفذة في المنطقة.
تحليل الوضع في دارفور:
يعد دخول قوات موسى هلال إلى مقر لواء 22 في كتم دون قتال إشارة واضحة إلى وجود ترتيبات مسبقة أو تفاهمات بين القوى المتحكمة في دارفور، مما يعكس الوضع المعقد والسيطرة العسكرية المتبادلة بين المليشيات والجيش السوداني في المنطقة.
تقوية نفوذ موسى هلال:
من خلال السيطرة على المقر العسكري الحيوي في كتم، يعزز موسى هلال سلطته العسكرية والإدارية في شمال دارفور. هذه الخطوة تمثل نقطة تحول كبيرة في مسار القوة في المنطقة، حيث قد يصبح هلال هو الحاكم الفعلي للشمال، مما يمنحه قدرة على التحكم الكامل في التحركات العسكرية والمدنية.
وجوده القوي في المنطقة يعزز من مكانته كأحد أبرز اللاعبين في الساحة السياسية والعسكرية في دارفور. وبذلك، سيصبح أكثر تأثيرًا في عملية اتخاذ القرارات المحلية والإقليمية المتعلقة بمستقبل المنطقة.
التصريحات والتصعيد العسكري:
في تصريحاته الأخيرة، أكد موسى هلال على تصاعد التهديدات ضده من قبل قوات الدعم السريع، حيث قال إن بعض قادتهم يتحدثون عن محاولات اغتياله في مستريحة بعد الاستيلاء على مدينة الفاشر. وأكد هلال استعداد قواته للرد بقوة على أي محاولات استهداف له أو لابنه، مشيرًا إلى أن المليشيات المدعومة خارجيًا، مثل مليشيا الدعم السريع، في أضعف حالاتها.
وأشار هلال إلى أن محاولات الاغتيال التي تعرض لها في أبريل 2024 في شمال دارفور، والتي نجا منها بأعجوبة، لم تؤثر على عزيمته واستعداد قواته للتصدي لأي تهديدات مستقبلية.
تقويض نفوذ الجيش السوداني:
قد تؤدي هذه التطورات إلى تقويض قدرة الجيش السوداني على استعادة السيطرة الكاملة على الأراضي التي فقدها في الفترة الماضية. إذا كانت قوات الجيش السوداني قد استرجعت بعض المواقع بشكل مؤقت، فإن تحركات موسى هلال الأخيرة قد تجعل هذه المكاسب عرضة للتراجع، خاصة مع نمو قوة الجنجويد في المناطق المستهدفة.
الجيش السوداني، الذي يعاني من انقسامات داخلية وصراعات متعددة، قد يجد نفسه في مواجهة تحديات كبيرة مع تعاظم نفوذ المليشيات المسلحة، ما قد يعرقل جهوده في استعادة السيطرة الكاملة على دارفور.