عودة قائد “فرق الموت” إلى سوريا وسط مخاوف من محاكمته
عاد خالد الفارس، قائد “فرق الموت” التابعة لنظام بشار الأسد، إلى سوريا عبر مطار دمشق الدولي قادما من دبي بعد فرار استمر لمدة شهر.
وقالت مصادر إعلامية إن الفارس أجرى عملية تسوية مع سلطة أحمد الشرع، التي سمحت له بالعودة إلى البلاد بعد فترة غياب، وسط مخاوف من محاكمته بسبب تورطه في جرائم حرب.
على الرغم من التورط الواضح للفارس في جرائم موثقة، بما في ذلك مسؤوليته عن مجزرة ساعة حمص، التي راح ضحيتها العديد من المدنيين، أشار بعض السكان المحليين في مدينة حمص إلى أن الفارس واصل تهديد بعض العائلات التي طالبت بمحاكمته بسبب هذه الجرائم.
وقالت المصادر إن الفارس لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في المناطق التي يتنقل بينها، وتحديدا في حمص ودمشق.
عقب عودته إلى سوريا، أعاد الفارس افتتاح معرضه للسيارات على طريق حماة-حمص، وهو يشرف على عمله من هناك بعد أن بدأ التنقل بين مدينة حمص ودمشق.
وتظهر وثائق وشهادات منشقين عن النظام المخلوع أن الفارس كان يشغل منصب رئيس شبكة من المتعاونين مع النظام، وكان جزءا من ميليشيا “الدفاع الوطني” في حمص.
الفارس ليس فقط معروفا بجرائمه ضد المدنيين السوريين، بل كان أيضا مسؤولا عن تعقب الصحفية الأمريكية ماري كولفين، التي قتلت في قصف استهدف مقرها في مدينة حمص في 22 شباط/فبراير 2012.
وفقا لتحقيقات ووثائق مسربة، كان الفارس قد لعب دورا رئيسيا في نقل إحداثيات موقع الصحفية إلى الأجهزة الأمنية السورية، ما أدى إلى استهدافها بشكل مباشر أثناء تغطيتها للثورة السورية.
وبسبب هذا الدور الذي لعبه في تصفية كولفين، حصل الفارس على مكافأة من ماهر الأسد، قائد “الفرقة الرابعة” في الجيش السوري، حيث منحه سيارة “هيونداي جينيسيس” تقديرا لجهوده في تصفية الصحفية التي كانت تعتبر من أبرز الصحفيات الغربيات في تغطية الأحداث في سوريا.
وفي ظل هذه الوقائع، يظل الفارس شخصية مثيرة للجدل، لا سيما فيما يتعلق بتورطه في الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في سوريا، وسط تساؤلات مستمرة حول المساءلة والعدالة في سوريا بعد سنوات من الصراع المستمر.










