وصف المراقبون بيان مصر و الإمارات بشأن استنكار تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الامريكي ترامب بأنه بيان دبّر بليل وكان الهدف منه وضع السعودية تحت الحرج لإصدار بيان وتصدر قضية التهجير نيابة عن مصر!

ويؤكد المراقبون ان مصر تحمست لتصريح نتنياهو عن السعودية أكثر من تصريحاته عن سيناء، قد تفهم منها هذه اللعبة ولكن ماذا عن الإمارات ؟!
وسلطت التطورات الأخيرة بشأن تصعيد الحديث عن تهجير سكان غزة، الضوء على التحديات التي تواجه اتفاق التطبيع الذي أبرمته “إسرائيل” مع الإمارات والبحرين، بعد سقوط آلاف الشهداء في غزة من جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع لـ15 شهراً.
وحافظت الإمارات والبحرين على علاقاتهما مع الاحتلال أثناء الحرب، لكن هذه العلاقات تتعرض لضغوط مع تزايد الغضب من سلوك “إسرائيل”، خصوصاً عقب التصريحات الأخيرة ضد السعودية والتي وصفتها “أبوظبي” بـ”المستفزة”، وهو خطاب تصعيدي غير مسبوق.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقريرا كشفت فيه عن وجود خلافات حادة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد.
الصحيفة في تقريرها المطول الذي حمل عنوان “أفضل “الأعدقاء” وأكثرهم عداءً: تصادم ولي العهد السعودي مع رئيس الإمارات”، وترجمته “المنشر “، قالت إن الأزمة التي كانت بوادرها تلوح بالأفق منذ مدة، باتت حقيقية منذ كانون أول/ ديسمبر الماضي.
وأرجعت الصحيفة السبب الأبرز للأزمة إلى التنافس على من تكون له اليد العليا في المنطقة، لا سيما مع تراجع النفوذ الأمريكي، وشعور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه لم يعد بحاجة إلى “مرشده السابق” ابن زايد.
وأوردت الصحيفة أن من علامات الخلاف الظاهرة، غياب ابن زايد عن حضور آخر قمتين في السعودية، الأولى التي جمعت دولا عربية بالرئيس الصيني، والثانية القمة العربية التي شهدت عودة عضوية سوريا قبل الاطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
وعلى الرغم من أنها ليست الأولى من الأزمات بين الجانبين منذ توقع اتفاقية التطبيع بينهما في العام 2020، لكنها المرة الأولى التي ربما تدق ناقوس التصعيد، خصوصاً أن الأزمة تشير إلى عدم التزام “إسرائيل” بما نص عليه اتفاق إبراهام، فهل يسحب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صاعق الاتفاق؟
عقب تصريحات أدلى بها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي السعودية، أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات التي وصفتها بـ”غير المقبولة والمستفزة”، مؤكدة رفضها القاطع لهذه التصريحات، التي تعتبر تعدياً سافراً على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب خليفة شاهين المرر، وزير دولة، عن تضامن الإمارات الكامل مع السعودية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها وسيادتها، مشدداً على أن سيادة السعودية “خط أحمر”، وأن الإمارات لا تسمح لأي دولة بتجاوز ذلك أو التعدي عليه.
وأكد المرر، (8 فبراير 2025)، رفض الإمارات “القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني أو محاولة تهجيره”، داعياً إلى “ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش”.
وجدد الوزير الإماراتي التأكيد على موقف الإمارات التاريخي الراسخ من صون حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، كما شدد على أنه لا استقرار في المنطقة إلا من خلال حل الدولتين.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية (7 فبراير)، إن “لدى السعودية ما يكفي من الأراضي لتوفير دولة للفلسطينيين”، وفق ما نقلته صحيفة جيروزاليم بوست.
ولدى سؤاله عن إقامة دولة فلسطينية شرطاً للتطبيع مع السعودية، قال نتنياهو: “لن أبرم اتفاقاً من شأنه أن يعرض إسرائيل للخطر”.
وهذه التصريحات ليست الأولى المنددة من الإمارات، فقد سبق أن أصدرت تنديدات مماثلة في ملفات مختلفة كما حدث أخيراً بشأن احتلال الجولان، وقبلها فيما يتعلق بمعبر فيلادلفيا، وأيضاً بشأن التطورات المختلفة في فلسطين.
لكن البيان الأخير ربما من شأنه أن يثير خلافاً بين الجانبين، خصوصاً أن السعودية أكبر حلفاء وجيران الإمارات منذ عقود، وقد يدفع أبوظبي إلى اتخاذ خطوات للضغط على “إسرائيل”، يصل إلى تجميد التطبيع، إضافة إلى أنه يخل بما نص عليه اتفاق أبراهام بشأن وقف الاستيطان الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
واتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي هو اتفاق أُعلن بين “إسرائيل” والإمارات في 13 أغسطس 2020، وبتوقيعه أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية، بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994، توقع اتفاقية سلام مع “إسرائيل”، وكذلك الدولة الخليجية الأولى التي تقوم بهذا الأمر إلى جانب البحرين.