الرئيس الأمريكي الأشقر دونالد ترامب، الذي غلب همجية أبرهة الاشرم الديكتاتور الحبشي الذي أراد هدم الكعبة، إنه زعيم الدولة التي قامت بالفعل علي إبادة سكانها الأصليين من الهنود الحمر، قالها سابقاً “مساحة إسرائيل علي الخريطة صغيرة”، وكأنه المتحكم بجغرافيا الدول.
وتتطلب خطته المزعومة نقل شعب بأكمله من أرضه، وتطهيرها عرقياً منه لكي تُقدَم علي طبق من فضة للكيان الإسرائيلي، ما يعني إفراغ القضية الفلسطينية وإغلاق هذا الملف بشكل نهائي.
الفكرة لم تكتمل
وليست هذه المرة الأولي التي يُدلي فيها بتصريحات تنم عن سياسات استعلائية منافية للقيم والواقع والعدالة، ففي ولايته السابقة، قدَم ما عُرف بـ (صفقة القرن)، والتي تقوم على أساس ضم أراضي الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي.
إلا أن هذه الفكرة لم تكتمل. فهل يعود بما هو أشد وقاحة منها ليثبت للعالم إحكام سيطرته وقبضته علي المشهد السياسي في ظل حكمه؟
بنبرة استعلائية يقول ترامب او أبرهة الأشقر إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة، بموجب خطته، التي تقضي بـ”استيلاء” الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك في مقتطفات من مقابلة مع شبكة فوكس نيوز نُشرت يوم الاثنين، إذ أوضح ترامب أن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيراً على حد وصفه.
وقال ترامب في المقابلة إنه “بعبارة أخرى، أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم”.وفي وقت سابق اليوم، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده على خطته لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل الفلسطينيين منها، قائلاً إنه “ملتزم بشراء وامتلاك غزة”، والتأكد من أن حماس لن تعود إليها.
تُعد تصريحات أبرهة الأشقر العائد حديثاً إلي البيت الأبيض، والمتعلقة بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة وملف التهجير، هي نمط من أنماط التلاعب الاستراتيجي المحسوب.
والذي يقوم علي خلق واقع وهمي علي الساحة السياسية، بحيث تصبح الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش، والمشاريع غير القابلة للتنفيذ تبدو وكأنها سيناريوهات مطروحة، فكلما زادت الفوضي حول ملف أو قضية ما، كلما أصبح من الأسهل تمرير تصريحات وقرارات خطيرة تتعلق بهذ القضية.
وهذا لا يعني حتمية تنفيذها ولكن الطرح نفسه والحديث حوله والتفاوض بشأنه خبيث ومُهين، ما يعني أن مثل هذه الأفكار بلا شك هي ذات تأثير علي المشهد السياسي، كونها تستهدف إعادة تشكيل الوعي العام ودفع الخصوم إلي موقع الدفاع بدلاً من إبقائهم في موقع الهجوم.
وكما يبدو أن ترامب يسعي في لايته الثانية إلي استحداث نهج مختلف في سياسته تجاه الشرق الأوسط، سيما بعد تصاعد الأوضاع في المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم وما ترتب عليه من دخول فواعل وأطراف أخري علي الخط.
ومن منطلق أيضاً أنه بات يري نفسه قائداً للعالم، وعلي الجميع السمع والطاعة. فترامب عُرف سابقاُ بسياساته الفجة وعجرفته اللامتناهية، وبالمناسبة هذه من إحدي سمات الجمهوريين بشكل عام. وهذا النهج المُستخدم يتسع ويتمدد عبر خلق ضجة إعلامية ضخمة حول شيء غير حقيقي، بهدف تشتيت الانتباه أو إحكام سيطرة، أو تحقيق مصالح وأهداف غير معلنة.
إن القضية الفلسطينية، هي قضية محورية لدول منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها الدول العربية، ما ترتب عليه موقف موحد خاصة لشعوبها في دعمها والوقوف خلف حق الشعب الفلسطينيين في أرضه.
وهو ما يفسر طريقة تعامل الإدارات الأمريكية السابقة مع هذه القضية، عبر اعتماد لغة دبلوماسية محسوبة إلي حد ما، وتبنيها سياسة المماطلة في حسم أمور عدة تتعلق بها، وعلي الجانب الآخر دعمها الكامل والمطلق للاحتلال الإسرائيلي.
لذلك فإن أي سياسات غير محسوبة مع هذه الدول، خصوصاً الحليفة لواشنطن، قد تؤدي إلى مزيد من التدهور والتصعيد في المنطقة، وهو ما عكسته التصريحات الرسمية الصارمة للأردن ومصر، وكذلك المملكة العربية السعودية مؤخراً رداً على تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين.
وعليه، يقدم هذا التحليل قراءة في تصريحات الرئيس دونالد ترامب، والمتعلقة بالقضية الفلسطينة في ضوء القيادة، المصلحة، ونظرية إغراق الساحات.
يقول أبرهة الأشقر: “أنا ملتزم بشراء وامتلاك غزة. وفيما يتعلق بإعادة إعمارها، فقد نمنحها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبناء أجزاء منها، وقد يفعل ذلك أفراد آخرون تحت إشرافنا”.
وأعاد ترامب التأكيد على أن قطاع غزة “موقع مُهدم” لا يمكن عودة الفلسطينيين إليه، مضيفاً أنه “سيُهدم ما تبقى”، مع الاعتناء بالفلسطينيين وضمان أن يعيشوا “في سلام ووئام وأنهم لن يتعرضوا للقتل”، بعد أن أصبحت غزة “الموقع الأخطر في العالم للعيش فيه”.
وفي إجابة على سؤال حول مدى استعداد واشنطن السماح لبعض اللاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة، استبعد المسافة، مضيفاً انه منفتح على النظر في الطلبات الفردية.

وعد ترامب للأرملة الصهيونية؟
تصريحات ترامب عن غزة التي يراها كثير من المراقبين وحتى السياسيين على مستوى العالم دربا من الهراء والخرافة لها أهداف كثيرة داخلية وخارجية فعلى الصعيد الداخلى يخوض ترامب حربا كبيرة يقودها إيلون ماسك لتفكيك الدولة الأمريكية عبر تصفية الحسابات مع كل خصومه في كل موقع،و إقالة عشرات الآلاف من الموظفين أو دفعهم للإستقالة بما فيهم عملاء السي آي إيه وكبار موظفي أجهزة الدولة.
أما على الصعيد الخارجي فربما تكون اختبارا لجس نبض العالم و العرب خصوصا بخصوص قراره الخطير المرتقب من خلال وعده للمليارديرة الإسرائيلية الأميركية الصهيونية ميريام أديلسون التي منحت حملته الانتخابية 100 مليون دولار مقابل إعلانه ضم الضفة الغربية لإسرائيل،وقد سبق أن دعمت أديلسون و زوجها ترامب في حملته الرئاسية الأولى عام بمبلغ 75 مليون دولار مقابل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وقد فعلها ترامب.
فهل يهدف ترامب من خلال تصريحاته المتكررة طيلة الأيام الماضية عن غزة أن تكون قنبلة دخانية يغطي بها على هدفه الأساسي وهو ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل؟لا سيما وأنه قال في تصريحات أخيرة إن إسرائيل دولة صغيرة ؟
هل يفعلها ترامب ويفي بوعده للأرملة الصهيونية مالكة شركة “لاس فيغاس ساندز” للمنتجعات وصالات القمار،ويعلن ضم الضفة الغربية لإسرائيل؟ ثم يلتفت بعدها لغزة؟
نشر كاتب إسرائيلي مقالا شرح فيه أسباب إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطته بشأن قطاع غزة. وقال الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال في مقال بموقع “واللاه” العبري إن الجميع يتحدث اليوم عن اقتراح دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على غزة ونقل 1.8 مليون فلسطيني، لكن الحقيقة أن هذا هو بالضبط ما يريده ترامب وهو: تحويل الأنظار عن ما يحدث في واشنطن.
ويوضح أن كل شيء يسير وفقًا لخطة ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، الذي وصف استراتيجيته الإعلامية بأنها “إطلاق النار بأسرع معدل”، حيث قال: “نظرًا لأن وسائل الإعلام تتكون من أشخاص أغبياء، فلا يمكنها التركيز إلا على شيء واحد، لذا علينا أن نغرقهم بسيلٍ من الأخبار المثيرة، وسيفقدون السيطرة على ما هو مهم حقًا.. بانج، بانج، بانج، ولن يتعافوا”.
ويتابع الكاتب الإسرائيلي أنه لهذا السبب، يلقي ترامب بمقترحات غير واقعية مثل شراء غرينلاند، واحتلال بنما، ونقل الفلسطينيين إليها، لأنه يعلم أن وسائل الإعلام ستنشغل بهذه العناوين، بدلًا من التركيز على التغييرات الجذرية التي تحدث داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية.
ويشرح أنه بينما تنشغل وسائل الإعلام برؤية ترامب لغزة، يجري في واشنطن تفكيك منهجي وسريع للحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.
ويقول إنه خلال الأسبوعين الماضيين، سيطر إيلون ماسك وفريقه على أنظمة البيانات المالية الأمريكية، ألغوا بروتوكولات أمنية حساسة، وطردوا مسؤولين كبارًا، وأغلقوا وكالة حكومية كاملة بميزانية تساوي 0.25% فقط من ثروة ماسك الشخصية.
ويوضح أنه في المقابل، لجأت ست وكالات حكومية إلى المحاكم التي أصدرت مذكرات توقيف ضد ماسك وترامب، لكن ذلك لم يوقف خطة الملياردير الطموح، الذي يواصل تفكيك المؤسسات الفيدرالية، مدفوعًا بأيديولوجيته التحررية الجديدة وسعيه لزيادة سلطته وثروته بطريقة غير مسبوقة.
ويحذر الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال من أن إحدى أخطر التطورات تتمثل في الهجوم على وكالات الاستخبارات الأمريكية.
فقد أرسلت إدارة ترامب رسائل بريد إلكتروني إلى جميع موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية، تعرض عليهم التعويض مقابل الاستقالة، في خطوة تهدف إلى إضعاف الأجهزة الأمنية.
ويتابع أن الأمر لا يتوقف عند ذلك، بل يطالب ترامب الآن بكشف هويات العملاء الفيدراليين الذين حققوا في أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، مما يعرضهم وعائلاتهم لخطر جسيم، وفقًا لأوامر قضائية تحاول وقف ذلك.ويشير إلى أنه حتى داخل البيت الأبيض نفسه، هناك مسؤولون لا يعلمون ما الذي سيفعله ماسك لاحقًا.
فقد نقلت نيويورك تايمز عن مصادر داخلية أن ماسك يتمتع بمستوى من الاستقلالية لا يمكن لأحد السيطرة عليه، وهو ما يجعله الرئيس الفعلي، بينما ترامب يوفر له الغطاء السياسي.
ويؤكد داسكال أن ما يحدث اليوم في واشنطن ليس مجرد صراع سياسي، بل هو إعادة تشكيل جذرية للحكومة الأمريكية، قد تؤثر ليس فقط على مستقبل الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على الأمن العالمي، بما في ذلك إسرائيل.
ويختم أنه إذا كان ترامب وماسك يمضيان في تنفيذ رؤيتهما المتطرفة، فإن العالم سيواجه عصرًا جديدًا من الفوضى السياسية، حيث تتحكم الشركات الكبرى في الدول، وتُفكك الحكومات لمصلحة القلة الأكثر ثراءً.