هاجم الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى حالة الضعف العربي أمام اجرام اسرائيل وعجرفة ترامب، ورشح ثلاثي عربي للتحدث باسم الدول العربية مع ترامب بشأن القضية الفلسطينية في ظل المنعطف الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية.
ومن جديد عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليجدد التزامه بشراء للقطاع، وقال ترامب “ملتزم بشراء غزة وامتلاكها”، وأكد أنه قد يمنح أجزاء من القطاع لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها.
هذا التصريح الذي أطلقه ترامب من على متن الطائرة الرئاسية جعل رواد العالم الافتراضي يطرحون تساؤلات على الرئيس الأميركي بالقول: “ممن يريد أن يشتري غزة؟ وكم الثمن الذي سوف يدفعه؟ وهل هو فعلا قادر على امتلاكها؟”.
وقال “موسى” إنه “آن الأوان أن يكون هناك متحدث باسم العرب” مطالبا القمة العربية الطارئة التي سوف تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة بأن “تفوض مصر والسعودية والأردن للتحدث باسم كل العرب”.
وأوضح الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية خلال لقائه ببرنامج “الحكاية” الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب بقناة “إم بي سي مصر” أن للجنة الثلاثية العربية يجب أن تكون على أعلى مستوى، وأن تذهب تلك اللجنة للحديث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مباشرة واطلاعه بما يمكن القيام به وما لا يمكن فعله وتنفيذه وفقا لآليات السلام.
من جانبها جددت وزارة الخارجية السعودية رفضها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وكانت تصريحات لنتنياهو بإقامة دولة فلسطينية في السعودية عبر القناة 14 الإسرائيلية قد أثارت ردود فعل رسمية وشعبية رافضة في العالم العربي.
وأضاف وزير خارجية مصر الأسبق أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل “ليس ممنوعا” لأنه جزء من المبادرة العربية للسلام والتي تم الاتفاق العربي عليها في القمة العربية في بيروت عام 2002، “لكن يجب أن نخلق البيئة التي تقبل إقامة هذا التطبيع”.
وأشار إلى ضرورة اتخاذ إسرائيل خطوات لصالح الدولة الفلسطينية، وأن عدم اتخاذ هذه الخطوات قبل التطبيع يعد “انتحارا سياسيا”، لأن المبادرة العربية تنص على أن “التطبيع مقابل السلام وإقامة دولة فلسطينية”.
وأشار إلى أن الموقف المصري من رفض تهجير الفلسطينيين كان واضحا وقويا، خاصة في ظل عدم الفهم لثقل وقوة مصر مع عرض أموال عليها مقابل استقبال سكان غزة “وعدم الإدراك بأن هذا يقلل من احترام مصر لنفسها”.
وشدد على أن موقف المملكة العربية السعودية قوي وحاسم في ملف التطبيع وعدم موافقتها على التطبيع مع إسرائيل إلا بعد حل القضية الفلسطينية وضمان إقامة دولة فلسطينية”.
ورأى محللون أن “الرد العملي والحقيقي على ترامب وأطروحاته المقززة هو بدعم صمود غزة وأهلها، وعدم تركهم للابتزاز الصهيوني.
فما لم تطبق الدول العربية والإسلامية قرارها بالكسر الفعلي للحصار عن غزة، ستبقى كل تصريحاتهم وشجبهم واستنكارهم حبرًا على ورق بلا أي قيمة. وحدها غزة الصامدة تستطيع تحويل أحلام ترامب إلى سراب إذا ما نصرها أشقاؤها بشكل عملي وصريح”.
ولفت مدونون الانتباه إلى أن تصريحات ترامب تكشف عن عقلية لا ترى في الشعوب سوى أرقام على جدول أعمالها، حيث يتم التعامل مع معاناة الفلسطينيين كصفقة تجارية، والحديث عن “شراء” غزة و”توزيع” أرضها كأنها ملكية خاصة يعكس فهمًا سطحيا للغاية للقضية الفلسطينية وتجاهلًا لعمقها التاريخي والإنساني.
كذلك أشاروا إلى التضحيات التي قدمها أهل غزة على مدى سنوات في مواجهة إسرائيل التي تدعمها الولايات المتحدة بكل قوة، ولكنها لم تستطع أن تطبق فكرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تهجير أهل غزة إلى دول الجوار.
وفي مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، كشف ترامب عن خطته لإعادة إعمار غزة، قائلا: “سنبني مجتمعات آمنة، قد تصل إلى 6 مجتمعات سكنية، تستوعب 1.8 مليون شخص، بدلا من إبقائهم في الظروف الخطرة التي يعيشون فيها حاليا”.
وأضاف ترامب لفوكس نيوز:”أستطيع أن نتوصل إلى اتفاق بشأن الموضوع مع الأردن ومصر فنحن نعطيهم المليارات من الدولارات”.
وأكد ترامب أن الفلسطينيين الذين غادروا غزة “لن يكون لهم حق العودة”، مشددا على أن خطته ستوفر لهم منازل دائمة “أفضل مما كانوا يعيشون فيه”.
وأضاف: “سنحول غزة إلى قطعة أرض جميلة”، في إشارة إلى مشاريع إعادة الإعمار المحتملة، دون أن يوضح تفاصيل حول الجهة التي ستشرف على تنفيذ هذه الخطط أو دور إسرائيل في العملية.
كان ترامب قد قال، يوم الأحد، إنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وربما يعطي أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها.
وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: “سأحول غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية”.
وتابع قائلا: “سأهتم بالفلسطينيين وسأتأكد من أنهم لن يقتلوا”.
وأشار إلى أنه سيبحث “حالات فردية لسماح للاجئين فلسطينيين بدخول الولايات المتحدة الأميركية”.
وأوضح أنه سيجتمع مع ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) والرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي).
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد باقتراح الرئيس ترامب القاضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل سكان القطاع إلى بلدان مجاورة، معتبرا أنه “ثوري”، وذلك لدى عودته إلى إسرائيل من زيارة أجراها لواشنطن.