في خطوة مفاجئة، قدم رئيس منطقة دينار لحزب العدالة والتنمية، إبراهيم أوزغول، استقالته بعد حضوره حفل افتتاح فرع لمطعم برجر كينج في أفيون قره حصار. هذا الافتتاح، الذي قوبل باعتراضات شعبية واسعة بسبب مزاعم دعم المطعم لإسرائيل، أثار ردود فعل حادة.
ولم يتوقف العالم منذ أكثر من سنة عن تنظيم الاحتجاجات ضد المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حربها على غزة وبعدها لبنان، وقد تضمنت تأكيدات على دعوات مقاطعة المنتجات التي ظهرت داعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه، والتي انطلقت شرارتها منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

لكن الآن وبعد الإفصاحات المتتالية لهذه الشركات تبين التأثير القوي لحراك جماعي ساكن ضد شركات أملا في منع مورد مالي من الوصول إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد يرى المقاطعون أن شراء السلع أو الخدمات للشركات الداعمة لإسرائيل أو المنتمية لدول تدعم إسرائيل تؤدي إلى إيرادات فأرباح فضرائب لحكومات داعمة لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وشهد حفل الافتتاح لمطعم برجر كينج في أفيون قره حصار حضور عدة شخصيات بارزة من حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك إبراهيم أوزغول، عضو مجلس منطقة الحزب أحمد أكار، ورئيس فرع الشباب ورئيسة فرع المرأة في المنطقة.
بعد ردود الفعل العاصفة، أعلنت مديرية حزب العدالة والتنمية في أفيون قره حصار اتخاذ إجراءات فورية. وجاء في البيان الرسمي للحزب أن “حساسيات أمتنا هي خطنا الأحمر”، وأكدت أن المقاطعة المستمرة لشركات تدعم إسرائيل تعد قضية محورية في سياسات الحزب.
وأعلن الحزب أن إبراهيم أوزغول قدم استقالته من منصب رئيس المنطقة على خلفية الحادثة. كما أكد الحزب أنه سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة بناءً على التحقيقات المتعلقة بالواقعة.
ويستمر حزب العدالة والتنمية في التأكيد على موقفه الحازم في مقاطعة الشركات والعلامات التجارية التي يُزعم دعمها لإسرائيل، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها فلسطين.
وليست تركيا وحدها إذ تنشط المقاطعة في الدول العربية أيضا، وأثار إعلان سلسلة متاجر (كارفور) في الأردن إغلاق جميع فروعها في الأردن (51 فرعا) اعتبارا من الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ردود فعل مرحبة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت كارفور من ضمن العلامات التجارية التي أطاحت بها حملة المقاطعة التي انخرط فيها السواد الأعظم من الأردنيين تضامنا مع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل تظهر جنودا إسرائيليين يحملون مواد غذائية موضوعة في أكياس عليها شعار كارفور.
وفي سلطنة عُمان تغير سلوك المشترين ليصبح تفقُد العلامة التجارية ضروريا، لتحديد المنتجات التي تطالها المقاطعة، وبات العديد من المشترين يستعينون بوسائل مختلفة كهواتفهم للتأكد إن كانت سلعة ما موجودة ضمن قوائم السلع المقاطعة أم لا.
ويرى الباحث الاقتصادي علوي المشهور أن تأثير المقاطعة كان إيجابيا على الاقتصاد المحلي، إذ أسهمت في تقليل التحويلات الخارجية المرتبطة بوكالات تجارية عالمية، وأتاحت الفرصة لصعود بدائل محلية، كما أسهمت في تعزيز حركة الأموال داخل الدولة.
ويقول المشهور إن “المقاطعة مكنت الشركات المحلية من النمو، لا سيما في القطاعات التي كانت تهيمن عليها شركات دولية يصعب منافستها.
ورغم أن بعض البدائل المحلية قد لا تتساوى في الجودة أو الكفاءة، فإن الإقبال الشعبي أتاح لها فرصة تطوير قدراتها”.
وتضررت الشركات الداعمة لإسرائيل بشكل كبير، وكشفت سلسلة متاجر القهوة الأميركية (ستاربكس) عن تراجع مبيعاتها 7% خلال الفترة بين يوليو/تموز وسبتمبر/ أيلول 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في ظل حملات المقاطعة.
وتراجعت أرباح شركة أمريكانا للمطاعم بنحو النصف خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وسط مقاطعة تشهدها أسواق في المنطقة ضد علامات تجارية متهمة بدعم إسرائيل.
وشركة أمريكانا للمطاعم حاصلة على امتياز سلاسل عالمية، أبرزها بيتزا هت وكنتاكي، وهي مدرجة في البورصة السعودية.
وذكرت الشركة في إفصاح أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي انخفض صافي أرباحها بنسبة 48.2% إلى 440.18 مليون ريال (117.4 مليون دولار).
وكان صافي أرباح أمريكانا للمطاعم في الفترة المقابلة من العام الماضي قد بلغ 850.11 مليون ريال (226.7 مليون دولار).
وقالت الشركة في إفصاح للبورصة السعودية إن انخفاض صافي الأرباح جاء نتيجة لتراجع المبيعات بسبب الوضع الجيوسياسي، وتطبيق ضريبة الشركات في دولة الإمارات.
أما شركة مطاعم ماكدونالدز الأميركية فقد تراجعت مبيعاتها في الأسواق بالمجمل 1.5% في الربع الثالث مقارنة بارتفاع 8.8% في الربع المقابل من السنة الماضية.
وفي الأسواق التي تعمل فيها مطاعم ماكدونالدز بترخيص من الشركة الأم انخفضت المبيعات 3.5% تحت ضغط “التأثير المستمر للحرب في الشرق الأوسط” وانخفاض المبيعات في الصين.
وفي المجمل، تراجع ربح الشركة 3% إلى 2.25 مليار دولار في الربع الثالث مقارنة بـ2.31 مليار محققة في الربع المقابل من السنة الماضية، وزادت الإيرادات 3% إلى 6.87 مليارات دولار من 6.69 مليارات.
وفي الأشهر التسعة الماضية تراجع ربح الشركة 3% إلى 6.2 مليارات دولار من 6.43 مليارات في الفترة المقابلة من السنة الماضية، في حين زادت الإيرادات 2% إلى 19.53 مليار دولار من 19.08 مليارا في الفترة المقابلة من السنة الماضية.
وتراجع الدخل التشغيلي لشركة كوكاكولا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 14% في الربع الثالث إلى 977 مليون دولار من 1.15 مليار في الربع المقابل من السنة الماضية، دون إشارة من الشركة إلى تأثير المقاطعة.
وانخفضت إيرادات الشركة 1% إلى 11.85 مليار دولار من 11.95 مليارا في الربع الثالث من السنة الماضية، كما تراجعت أرباحها 8% إلى 2.84 مليار دولار من 3.07 مليارات في الربع المقابل من السنة الماضية.
وتراجعت إيرادات بيبسيكو من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا 4% في الربع الثالث إلى 1.55 مليار دولار من 1.61 مليار في الربع المقابل من السنة الماضية.وانخفضت الإيرادات من المناطق الثلاث في الأشهر التسعة الأولى من السنة إلى 4.2 مليارات دولار من 4.18 مليارات في الفترة المقابلة من السنة الماضية.
كما انخفضت الأرباح التشغيلية المحققة من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا إلى 197 مليون دولار من 238 مليونا في الربع المقابل في السنة الماضية، في حين تراجعت الأرباح التشغيلية في الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية إلى 590 مليون دولار من 656 مليونا في الفترة المقابلة في السنة الماضية.
وفي المجمل، هبطت إيرادات الشركة إلى 23.31 مليار دولار في الربع الثالث من السنة الحالية من 23.45 مليارا في الربع المقابل من السنة الماضية.وانخفضت أرباح الشركة إلى 2.93 مليار دولار من 3.09 مليارات في الربع الثالث من السنة الماضية.
