دعوة العراق لجميع القادة العرب لحضور القمة العربية في بغداد
أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن العراق سيقوم بتوجيه دعوى رسمية لجميع القادة والرؤساء العرب، بما فيهم رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، لحضور القمة العربية التي ستُعقد في بغداد في مايو المقبل. وأوضح حسين في تصريحاته أن هذه الدعوة تأتي في إطار الجهود العراقية لاستضافة القمة العربية والتأكيد على أن العراق مستعد لاستقبال جميع القادة العرب دون استثناء.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “سانا” السورية، قال حسين إن العراق ليس لديه أي تحفظات أو شروط تتعلق بالتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بل أن لديه مجموعة من الآراء المتعلقة برؤيته حول مستقبل سوريا. ومع ذلك، شدد حسين على أن القرار النهائي يجب أن يكون من حق الشعب السوري وحده. وأضاف أن العراق يسعى لتحقيق استقرار سوريا والعملية السياسية، ويرحب بأي جهد يسهم في هذا الاتجاه.
وبخصوص دعوة أحمد الشرع لحضور القمة العربية، على الرغم من الملاحقة القضائية ضده في العراق، أكد وزير الخارجية العراقي أن الدعوة ستوجه لجميع القادة العرب بشكل رسمي. وأوضح أن الحضور من عدمه هو أمر متروك لكل قائد، ولا يوجد أي قيود على هذا الصعيد.
في السياق نفسه، لم يصدر أي تعليق رسمي من العراق بعد حول التقارير التي تحدثت عن وجود مذكرة اعتقال ضد أحمد الشرع في العراق، وهو الأمر الذي قد يثير تساؤلات بشأن إمكانية حضوره القمة.
من جانب آخر، يذكر أن أحمد الشرع، الذي كان يُلقب بـ”أبو محمد الجولاني”، بدأ في العمل المسلح منذ عام 2003 حين عبر الحدود العراقية للقتال ضد القوات الأمريكية، وانضم إلى تنظيم “القاعدة” تحت قيادة مصعب الزرقاوي. في ما بعد، تم سجنه في العراق لمدة خمس سنوات، ليعود بعد ذلك إلى سوريا ويخوض معركة جديدة ضد النظام السوري بقيادة بشار الأسد.
وقد تم إدراج الشرع من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في قائمة “الإرهابيين الدوليين” عام 2013، كما عرضت الحكومة الأمريكية مكافأة مالية بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. وقد تم إلغاء هذه المكافأة في ديسمبر 2024، في تحول ملحوظ في السياسة الأمريكية تجاهه.
على الرغم من الأوضاع السياسية المعقدة المتعلقة بشخصية الشرع، لم يتلقَ تهنئة رسمية من العراق بعد توليه منصب رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، وهو أمر يختلف عن العديد من الدول العربية التي رحبت بتولي هذا المنصب من قبل القيادة السورية الجديدة.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة للمنطقة، حيث تستعد الدول العربية للقاء في بغداد من أجل مناقشة قضايا عدة، أهمها الوضع في سوريا والعلاقات الإقليمية، وسط تحولات مستمرة في السياسة الدولية تجاه الأزمة السورية.










