مكتب نتانياهو ينفي تورط موظفيه في حملة لصالح قطر
نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تورط أحد موظفيه في حملة لتحسين صورة قطر وتسليط الضوء على جهودها المتعلقة بصفقة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وأكد المكتب في بيان له أن تلك التقارير هي “أخبار كاذبة بالكامل”، واصفاً الحملة بأنها “محاولة مكشوفة لهندسة الوعي وتضليل الرأي العام”.
وأوضح البيان: “كما أن الكذبة القبيحة بشأن صفقة الغواصات غرقت في البحر، كذلك ستلقى الأكاذيب الخبيثة بشأن قطر المصير نفسه”. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه إسرائيل انتقادات داخلية واتهامات متزايدة بشأن علاقة أحد موظفي نتانياهو مع قطر.
تفاصيل الحملة والإتهامات
وكانت “القناة 12” الإسرائيلية قد أفادت في وقت سابق بأن إيلي فيلدشتاين، المتحدث العسكري السابق في مكتب رئيس الوزراء، قدم خدمات علاقات عامة بشأن قضية الرهائن لشركة أجنبية عملت لصالح الحكومة القطرية أثناء عمله في المكتب. وبحسب التقارير، أجرى فيلدشتاين محادثات مع عدد من الصحافيين وصف فيها قطر بأنها “تلعب دوراً إيجابياً” في المفاوضات.
في المقابل، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن قضية أخرى تتعلق بشركة إسرائيلية مملوكة جزئياً للعميد احتياط إيلي بن مئير، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية. وقالت الصحيفة إن الشركة كانت شريكة في حملة لتحسين صورة قطر خلال استضافتها لمونديال 2022. ووفقاً للصحيفة، كان المسؤولون عن هذه الحملة مستشارين آخرين في مكتب نتانياهو، هما يوناتان أوريخ وإسرائيل إينهورن.
تفاصيل الحملة المشتركة
وقالت “هآرتس” إنها حصلت على أدلة تثبت أن شركة “Perception” المملوكة لإينهورن وشركة “Koios” التي يترأسها بن مئير قد تعاونتا على مشروع مشترك أطلق عليه اسم “Lighthouse”. ووفقاً للصحيفة، تم إدارة هذا المشروع من قبل أوريخ وإينهورن، مع تنفيذ الشركة الثانية “Koios” خطة العمل وتنظيم شبكة من الحسابات الوهمية لنشر الرسائل الموجهة لصالح قطر.
نفى القطريين لهذه العلاقة
من جانبها، نفى رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أي معرفة بإينهورن وأوريخ أو توظيفهما لصالح بلاده، وذلك في مقابلة مع “القناة 12” في وقت سابق. وأضاف أن قطر لم تكن على دراية بأي من هذه الأنشطة.
خلفيات الشخصيات المشاركة
كما تم تسليط الضوء على خلفية شخصية إيلي بن مئير، الذي تم تعيينه في عام 2024 رئيسًا تنفيذيًا لشركة “Amidar”، وهي شركة الإسكان العام الحكومية في إسرائيل. وكان بن مئير قد تقاعد من الجيش الإسرائيلي في عام 2017 بعد أن شغل منصب رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية.
وفيما يتعلق بشركة “Koios” التي أسسها بن مئير بعد تقاعده، فقد أكد بن مئير أنه ليس مالكاً لها بل مجرد مساهم، ونفى أن يكون على دراية بشركة “Perception” أو علاقته بأي حملات ترويجية لصالح قطر.
الخلاصة
تواصل قضية تورط بعض مستشاري نتانياهو في حملات علاقات عامة لصالح قطر جذب الانتباه، وتثير تساؤلات حول العلاقات الخفية بين إسرائيل وقطر في مجالات السياسة والإعلام. ومع نفي نتانياهو لتلك الاتهامات، يظل الجدل قائماً حول دور هذه الحملة في تحسين صورة قطر، خاصة في سياق الجهود الإسرائيلية القطرية المتعلقة بقضية الرهائن في غزة.