بورتسودان، 15 فبراير 2025 – انتقادات حادة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي
وجهت الحكومة السودانية انتقادات حادة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بعد مشاركتهما في مؤتمر القضايا الإنسانية الذي نظمته الإمارات في إثيوبيا، يوم الجمعة، وأعلنت عن عزمها اتخاذ إجراءات جديدة للحفاظ على السيادة الوطنية.
في المؤتمر الذي عقد في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، تعهدت الإمارات بتقديم 200 مليون دولار في إطار مساعدات إنسانية للسودان. وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع قرب إعلان حكومة موازية في مناطق قوات الدعم السريع، التي يشير بعض المحللين إلى أن الدعم الإماراتي قد يصل إليها، خاصة وأن هذه القوات تشارك في القتال ضد الحكومة السودانية.
وحضر المؤتمر كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، والرئيس الكيني وليم روتو، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بالإضافة إلى رئيس تحالف “صمود”، عبد الله حمدوك.
انتقادات سودانية للمشاركين
وقالت مفوضة العون الإنساني في السودان، سلوى آدم بنية، في بيان لها إن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر يمثل تداعيات سلبية على السيادة الوطنية للسودان. وأضافت أن السودان لن يقبل بـ”أجندة الاحتلال الجديد” أو “الاستهبال الإماراتي مقابل المساعدات الإنسانية”، مشيرة إلى أن مبادئ العمل الإنساني يجب أن تقوم على الحياد والنزاهة والاستقلالية.
ووصفت سلوى بنية حضور غوتيريش وفكي في المؤتمر وتورطهما في تبييض صورة الإمارات “بالموقف الفاضح والمخجل”، معتبرة أن هذا الموقف يشجع الإمارات على تعميق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السودان وتغذية النزاع المستمر عبر تسليح قوات الدعم السريع.
دعم الإمارات للأزمة السودانية
من جانبه، عبر المستشار السياسي لرئيس حركة العدل والمساواة السودانية، بابكر حمدين، عن استغرابه من تنظيم الإمارات لمؤتمر إنساني لدعم الشعب السوداني بينما هي الراعي الأول لمليشيا الدعم السريع، التي تعتبر مسؤولة بشكل رئيسي عن الأزمة الحالية. وقال حمدين إن الإمارات تستمر في تقديم الدعم العسكري والمالي لهذه القوات، مما يعمق الأزمة الإنسانية في السودان.
وأكد حمدين أن هذه المحاولات من الإمارات لإخفاء جرائمها ضد الشعب السوداني لن تنطلي على الشعب السوداني، مشيرًا إلى أن الإمارات تستخدم الدعم الإنساني كغطاء لجرائمها. واعتبر أن مشاركة بعض القوى السياسية السودانية في هذا المؤتمر جزء من مؤامرة تهدف إلى استهداف سيادة السودان.
التناقض الإماراتي
وأضاف حمدين أن الإمارات تطرح نفسها كداعم إنساني للسودان بينما تستمر في دعم التمرد عبر تقديم الأسلحة والمعدات العسكرية لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، ما يشكل خرقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وأشار إلى أن الإمارات لم توقف دعمها العسكري والمالي لهذه المليشيا، وهو ما يجعلها غير مؤهلة أخلاقياً للقيام بدور إنساني في السودان.
وشدد حمدين على أنه إذا كانت الإمارات جادة في دعم الشعب السوداني، يجب عليها التوقف عن دعم المليشيا عسكريًا وماليًا ودبلوماسيًا، مؤكدًا أن هذا التوقف هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية في البلاد.
الاحتياجات الإنسانية في السودان
يذكر أن السودان يعاني من أزمة إنسانية خطيرة، حيث يحتاج نحو 30.4 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية هذا العام، بينما يعاني 24.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.1 مليون فرد في مرحلة الطوارئ و638 ألف شخص في مرحلة المجاعة.
هذا المؤتمر، الذي نظمته الإمارات، جاء وسط هذه الظروف الصعبة، وهو ما دفع الحكومة السودانية إلى التحذير من استخدام المساعدات الإنسانية كأداة لتحقيق أهداف سياسية وتغطية الجرائم التي يتم ارتكابها في البلاد.