تحذير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني
حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من أن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق دولي يوقف البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن إيران تواصل تسريع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% إلى مستويات خطيرة قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي. جاء هذا التحذير في تصريحات أدلى بها جروسي لوكالة رويترز يوم الجمعة 16 فبراير 2025، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث شدد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات حاسمة لاحتواء هذه الأزمة.
زيادة تخصيب اليورانيوم وتهديد الأمن
وقال جروسي إن إيران في طريقها لزيادة إنتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بمقدار سبعة أضعاف، مشيرًا إلى أن طهران ستتمكن من الحصول على حوالي 250 كيلوغرامًا من هذا اليورانيوم بحلول تقرير الوكالة الدولية المقبل في الأسابيع القليلة القادمة. وحذر جروسي من أن هذه الكميات إذا تمت زيادة تخصيبها إلى نسبة 90%، ستتمكن إيران من إنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصناعة ست قنابل نووية، وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا للمنطقة والعالم.
“يجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد. لا ينبغي أن نضيع المزيد من الوقت”.
دور المجتمع الدولي في الأزمة
في هذا السياق، أكد جروسي أن الوضع يتطلب أفعالًا جادة، قائلاً: “يجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد. لا ينبغي أن نضيع المزيد من الوقت”. وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال تتابع عن كثب نشاطات إيران النووية، لكنها في الوقت نفسه بحاجة إلى دعم سياسي أكبر من المجتمع الدولي لوقف التصعيد في البرنامج النووي الإيراني.
دعوات للحوار ومعارضة المفاوضات
وكان وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف قد دعا في وقت سابق إلى ضرورة إجراء حوار بين إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والحكومة الإيرانية، مؤكدًا أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحقيق تقدم في الملف النووي. إلا أن هذه الدعوات تواجه معارضة شديدة من الزعيم الإيراني علي خامنئي، الذي وصف المفاوضات مع إدارة ترامب بأنها “ليست حكيمة، ولا شريفة”.
صعوبة تعيين فريق مختص
وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية، يواجه الرئيس الأميركي السابق ترامب صعوبة في تعيين فريق مختص للتعامل مع القضية الإيرانية، مما سبب حالة من الارتباك بين حلفائه، ولا سيما الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ومن جانبها، تأمل الولايات المتحدة في أن يتم التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، مع تجنب تصعيد الأزمة.
إعادة تفعيل سياسة “الضغط الأقصى”
كما أشار جروسي إلى أن تعيين ممثل خاص من قبل الولايات المتحدة بشأن إيران سيكون خطوة مهمة لتسهيل الحوار السياسي وتحديد خطوات المستقبل في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. وحتى الآن، لم تتمكن الوكالة من إجراء حوار سياسي مثمر مع المسؤولين الأميركيين، وهو ما يعقد جهود التوصل إلى اتفاق شامل.
من جهة أخرى، في وقت سابق من الأسبوع، وقع ترامب أمرًا بإعادة تفعيل سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، وهو ما يهدف إلى تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى 10% من مستوياتها الحالية. لكن في الوقت نفسه، أكد ترامب أنه لا يرغب في تصعيد الأوضاع، ويأمل في التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يضمن عدم حصول إيران على الأسلحة النووية.
التصعيد المستمر بين إيران والولايات المتحدة
ويستمر التوتر بين إيران والولايات المتحدة في التصاعد، وسط تحديات سياسية ودبلوماسية تتطلب حوارًا جادًا وفعّالًا بين الأطراف المعنية.