زلزال قوي في منطقة الأخدود الإثيوبي
توالت الهزات الأرضية في إثيوبيا حيث ضرب زلزال قوي بقوة 6.0 درجة على مقياس ريختر منطقة الأخدود الإثيوبي بجوار بركان فنتالي مساء يوم 14 فبراير 2025 الساعة 10:28 م بتوقيت القاهرة. وقع الزلزال على عمق 10 كم، ويُعد هذا الزلزال جزءًا من سلسلة من النشاطات الزلزالية التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة.
سلسلة من النشاطات الزلزالية
يُشار إلى أن هذه الحادثة تأتي بعد نحو شهر من زلزال آخر وقع في 4 يناير 2025 بقوة 5.8 درجة في نفس المنطقة، ما يعكس استمرار النشاط الزلزالي القوي في هذه المنطقة الحيوية.
النشاط الزلزالي غير العادي
على مدار الشهرين الماضيين، شهدت منطقة الأخدود الإثيوبي نشاطًا زلزاليًا غير عادي، حيث وقع 179 زلزالًا تراوحت قوتها بين 4.2 و 6 درجات على مقياس ريختر، جميعها على عمق 10 كم. وقد أسفر هذا النشاط الزلزالي عن بدء نشاط محدود لبركان دوفن في 3 يناير 2025، حيث أطلق البركان غازات وأبخرة، بالإضافة إلى كتل صخرية ومياه وطين نتيجة لغليان المياه على أعماق تصل إلى 10 كم.
إجراءات السلطات الإثيوبية
نتيجة لذلك، قامت السلطات الإثيوبية في 7 يناير 2025 بإخلاء حوالي 80 ألف شخص من سكان المنطقة، خشية من زيادة النشاط الزلزالي أو البركاني الذي قد يهدد سلامتهم.
التأثيرات على البنية التحتية
الزلازل المتكررة في المنطقة تسببت في حدوث تشققات كبيرة على الطرق والمنشآت الحيوية، بما في ذلك خط السكة الحديد بين إثيوبيا وجيبوتي. كما تزايدت المخاوف من تجدد نشاط بركان فنتالي القريب، الذي قد يؤدي إلى مزيد من الأضرار في المنطقة.
المخاوف بشأن سد كيسيم
من بين أكبر المخاوف في الوقت الحالي هو سد كيسيم (Kesem)، الذي يقع على بعد 20 كم من مركز الزلزال الأخير. يُعتبر سد كيسيم سدًا ركامياً من الصخور بارتفاع 90 مترًا، ويخزن نحو نصف مليار متر مكعب من المياه. يُستخدم هذا السد لري حوالي 50 ألف فدان من الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة قصب السكر. السد مُصمم لتحمل الزلازل التي تصل قوتها إلى 5.6 درجة على مقياس ريختر، ولكن أي فشل قد يحدث للسد نتيجة الزلازل الحالية قد يؤدي إلى فيضانات كارثية في مجرى النهر، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة مئات الآلاف من السكان.
تأثير الزلازل على سد النهضة
وعلى الرغم من ذلك، تبين الدراسات أن الزلازل الحالية التي تتراوح قوتها بين 4 و6 درجات، والتي تقع على بُعد 500-600 كم من سد النهضة الإثيوبي، لن تؤثر عليه بشكل كبير، إلا في حالة اقتراب المسافة أكثر أو زيادة القوة الزلزالية إلى أكثر من 6.5 درجة على مقياس ريختر.
متابعة الخبراء للنشاط الزلزالي
يُواصل الخبراء متابعة النشاط الزلزالي في هذه المنطقة عن كثب، في ظل التحديات الجغرافية والطبيعية التي تواجهها إثيوبيا، خاصةً في ظل الارتباطات البيئية والاقتصادية للمشاريع الكبرى مثل سد النهضة والسدود الأخرى.