الوضع في بوكافو والجهود لحل الأزمة
في سياق التوترات المستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ناقش مع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي الوضع المقلق في مدينة بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو في شرق البلاد. وقد أشار ماكرون إلى أن الأوضاع هناك تتطلب تدخلًا عاجلاً لضمان وقف التصعيد وحماية المدنيين.
وقد أعرب الرئيس ماكرون عن توافقه مع الرئيس تشيسكيدي بشأن عدة نقاط أساسية، وذلك في إطار السعي لإيجاد حلول عملية للأزمة. وأهم هذه النقاط:
- دعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار: شدد الزعيمان على ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف المتحاربة بوقف فوري لإطلاق النار لضمان سلامة المدنيين في المنطقة.
- انسحاب حركة M23 من مدينة بوكافو: أكد الطرفان على أهمية انسحاب الحركة المسلحة من بوكافو فورًا لتجنب تصاعد العنف، ولتمكين السلطات المدنية والعسكرية من العودة إلى المدينة وإعادة الاستقرار.
- تقديم الضمانات الأمنية: يجب توفير الضمانات الأمنية اللازمة لتسهيل عودة القوات الحكومية، سواء المدنية أو العسكرية، إلى بوكافو، مما يسهم في استعادة النظام في المدينة.
- انسحاب حركة M23 من مطار كافومو: من أجل تسهيل الحركة الجوية المدنية والإنسانية، ينبغي على الحركة المسلحة الانسحاب من مطار كافومو، وهو موقع استراتيجي هام، مما يضمن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وفي ختام حديثه، دعا الرئيس ماكرون رواندا إلى دعم تنفيذ هذه التدابير الطارئة لضمان عودة الاستقرار إلى المنطقة، مشيرًا إلى أن الدعم الإقليمي أمر حيوي لنجاح هذه الجهود.
في نفس السياق، دخلت حركة “23 مارس” المتحالفة مع القوات الرواندية يوم الجمعة إلى مدينة بوكافو، حيث قام مقاتلو الحركة بالهجوم على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة. ووفقا للمصادر من بوكافو، دخل المقاتلون المدينة عبر الأحياء الشمالية الغربية دون أن تواجههم مقاومة تذكر من القوات المسلحة الكونغولية.
كما سيطرت الحركة على مطار كافومو الإقليمي، وهو موقع استراتيجي تتمركز فيه القوات الكونغولية. وقد أفادت المصادر الأمنية أن أوامر قد صدرت للجنود الكونغوليين وعائلاتهم بمغادرة المعسكرات في المدينة، وذلك في وقت مبكر من صباح اليوم.
وفي الوقت ذاته، حذر ممثلو المجتمع المدني من الدخول في اشتباكات داخل المدينة لتجنب وقوع “مذبحة بشرية”، داعين السلطات المحلية والجيش الكونغولي إلى توخي الحذر وعدم الانجرار إلى الصراع في مناطق مدنية.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، يتضح أن الوضع في بوكافو يحتاج إلى تدخل دولي سريع وتعاون بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة الكونغولية ورواندا، لضمان استقرار المنطقة وحماية حياة المدنيين.