عودة رجل الأعمال السوري بلال النعال إلى دمشق
وصل رجل الأعمال السوري بلال النعال إلى دمشق بعد مغادرته البلاد في فترة سابقة، وذلك بعد فترة طويلة من التوترات التي نشأت بينه وبين زوجة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أسماء الأسد.
وقد جاء عودته في ظل مساعي للتواصل مع سلطة أحمد الشرع، من أجل تسوية وضعه مع الإدارة السورية الجديدة، والسعي للعودة إلى نشاطه التجاري بعد مغادرته سوريا نتيجة الخلافات الواسعة مع أسماء الأسد.
الخلافات مع أسماء الأسد
في نوفمبر 2023، أقدمت محافظة دمشق على هدم “مول الـ Big5” في حي الميدان، الذي يملكه بلال النعال، وذلك بعد رفضه دفع أتاوة تقدر بحوالي 15 مليار ليرة سورية (ما يعادل مليون دولار وفق أسعار السوق السوداء) لمكتب أسماء الأسد. هذا الهدم قد يكون ناتجا عن صراعات بين فاسدي السلطة، أو نتيجة لتنازع “أمراء الحرب”، في الوقت الذي تراجع فيه نفوذ داعمي النعال داخل سوريا، أو قد يكون جزءا من حملة تصدير صورة للنظام السوري على أنه يكافح الفساد حتى بين النافذين.
أنشطة تجارية متعددة
بلال النعال هو رجل أعمال من مواليد دمشق، ويمتلك العديد من الشركات والمشاريع التجارية الكبرى. يشغل النعال عدة مناصب منها عضو مجلس الشعب عن محافظة دمشق منذ يوليو 2020، وعضو مجلس محافظة دمشق، وعضو مجلس إدارة شركة “دمشق الشام القابضة”، بالإضافة إلى كونه عضوا في “المركز الروسي السوري للأعمال”.
كما يمتلك مجمعات تجارية بارزة مثل “Big5″ و”قاسيون” في ريف دمشق، بالإضافة إلى عدة شركات أخرى في مجالات التخليص الجمركي والاستثمار التجاري والصناعات الكيماوية والمفروشات.
الاستثمارات في الشركات
بلال النعال ساهم في تأسيس عدد من الشركات الكبرى في سوريا مثل شركة “أبو الجدي للاستثمار في سوريا”، حيث يمتلك 50% من الحصص، وشركة “السيد والنعال”، التي يملك فيها 50%، بالإضافة إلى استثماراته في شركات أخرى مثل “سيلينا”، “سياج”، و”أر.بي”.
كما شارك في تأسيس شركة “مهندسو الضيافة” في سوريا، التي تركز على تطوير قطاعات الضيافة والفنادق.
الصراعات التجارية
كان النعال قد بدأ بالظهور علنا بعد تحويله أحد مستودعات المؤسسة العامة الاستهلاكية في منطقة برزة إلى مجمع تجاري باسم “مول قاسيون”، عبر صفقة مع عضو مجلس محافظة دمشق، بشر الصبان. ولكن بسبب الصراع داخل النظام السوري، تم انتزاع هذا الاستثماري من النعال ومنحه لرجل الأعمال وسيم قطان.
علاقاته التجارية والسياسية
يمتلك النعال علاقات تجارية وطيدة مع شخصيات نافذة في النظام السوري، بما في ذلك أبناء أحمد بدر الدين حسون، مفتي النظام السوري السابق، الذين يرتبطون مع النعال من خلال شركة “سياج للتطوير والاستثمار العقاري”.
كما يمتلك النعال علاقات قوية مع فادي صقر، أحد قادة ميليشيات الدفاع الوطني في دمشق، حيث كان النعال جزءا من دعم هذه الميليشيا التي ارتكبت جرائم بحق المدنيين في دمشق وريفها.
الخطوة المستقبلية لبلال النعال
مع عودة بلال النعال إلى دمشق، يتوقع أن يعاود نشاطه التجاري في سوريا، بعد أن عانى لفترة طويلة من التوترات السياسية والتجارية داخل النظام. من المحتمل أن تتسارع محاولاته للتسوية مع السلطة الجديدة، وهو ما يضمن له استعادة جزء من نفوذه في القطاع التجاري.