بعد عشرين دقيقة من دخوله قاعة المحاكمة حيث يواجه تهمًا متعلقة بقضية الفساد الشهيرة، تسلم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بطاقة سرية جعلته ينهض فورًا عن مقعده طالبًا المغادرة كي يتمكن من التصديق على قرار بشن غارة جوية في صيدا، جنوب لبنان، ليتبين بعدها أنها عملية اغتيال استهدفت قيادياً في حركة حماس.
انتهاك الاحتلال للهدنة في لبنان
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إنه نجح في تصفية مسؤول العمليات العسكرية في حركة حماس بلبنان، محمد شاهين، في غارة عبر طائرة مسيرة استهدفت سيارة عند مدخل صيدا الشمالي جنوب البلاد.
وأفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» بأن السيارة التي استهدفتها المسيرة الإسرائيلية كانت تسير على الطريق البحري باتجاه بيروت قبل أن تحولها النيران إلى «بقايا هيكل»، مؤكدةً استشهاد شخص على الأقل خلال الهجوم الإرهابي الذي نفذه الاحتلال.
بمجرد وقوع الحادث، أشارت صحف عبرية إلى أن الشخصية التي استهدفها جيش الاحتلال هي شخصية قيادية في حزب الله اللبناني، لكن إذاعة الجيش نقلت عن مصدر أمني قوله إن المستهدف بهذه الغارة هي شخصية عسكرية في «حماس».
وتمكن الدفاع المدني اللبناني من سحب جثمان محمد شاهين، من السيارة المستهدفة لاغتياله ومن ثم نقله إلى مستشفى صيدا الحكومي.
في المقابل، تقول سلطات الاحتلال إنها ستواصل عملياتها التي تهدف إلى القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وسط مخاوف بانهيار هدنة غزة في أي وقت والعودة إلى القتال داخل القطاع المحاصر.
القيادي في حماس محمد شاهين
من هو محمد شاهين المستهدف من الغارة الإسرائيلية؟
محمد شاهين، مسؤول عسكري في فرع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بلبنان، كان مسؤولاً عن توجيه عمليات الضفة الغربية بعد انتقال المعارك إليها من قطاع غزة في ظل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
عُرف عن «شاهين» قربه من القيادي صالح العاروري، الذي كان نائب رئيس مكتب حماس السياسي منذ عام 2017، واغتالته إسرائيل بداية 2024.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أنه كان يدير عملية التنسيق والاتصال مع حزب الله اللبناني وأنه كان جزءًا من التخطيط لعمليات فدائية موسعة في الضفة الغربية مشيرةً إلى أن محمد شاهين كان يرأس قسم «عمليات حماس في لبنان»، الذي يخطط لهجماتٍ ضد أهداف إسرائيلية خارج قطاع غزة.
فيما أفادت شبكة «القدس الإخبارية» أن القيادي بحركة حماس الذي جرى اغتياله ظهر اليوم الإثنين، وُلد في مخيم «البقعة» داخل القطاع لعائلة فلسطينية نزحت من قرية الفالوجة المحتلة، مضيفةً أنه كان يحمل الجنسية الأردنية.