حميدتي يصل نيروبي لتوقيع ميثاق الحكومة الموازية وسط قلق من تقسيم السودان
وصل قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم الاثنين 17 فبراير 2025، إلى نيروبي لتوقيع ميثاق الحكومة الموازية في مناطق سيطرة المليشيات وسط مخاوف من تقسيم السودان، وهو حدث يثير تساؤلات حول التوجهات السياسية التي قد تكون نيروبي بصدد اتخاذها.
إذا تم توقيع ميثاق الحكومة الموازية، فإنه يتناقض مع التصريحات الكينية السابقة في يناير الماضي، والتي أفادت بعدم اعترافها بحكومة موازية في السودان. هذا التغيير يفتح أبوابًا لتوترات جديدة في منطقة شرق إفريقيا، توترات قد تكون نيروبي غير مستعدة لتحمل عواقبها.
نيروبي في مفترق طرق: خطر فتح جبهة جديدة
إن تدخل نيروبي في دعم مليشيا الدعم السريع ذات التكوينات المتعددة الجنسية قد يبدو مخاطرة في وقت حساس بالنسبة للسودان، إذ أن هذا التصعيد قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني الإقليمي. الإدارة الكينية، التي تواجه انقسامًا داخليًا في أجهزتها الأمنية، قد تكون غير مدركة تمامًا للعواقب المترتبة على هذا القرار.
من الواضح أن هناك مؤسسات كينية عريقة، ذات تاريخ طويل في منطقة شرق إفريقيا، تدرك عواقب أي تحرك غير مدروس في هذا الاتجاه، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية وملفات الأمن الإقليمي.
التاريخ الأمني المشترك بين نيروبي والخرطوم
نيروبي على دراية كبيرة بالتركيبة الأمنية السودانية، سواء في فترات السلم أو النزاع. العلاقات الأمنية بين السودان وكينيا تعود إلى فترة التسعينات، حينما استضافت الخرطوم أعضاء تنظيم القاعدة الذين هربوا بعد تفجيرات السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام. هذه الروابط تجعل من المستبعد أن تكون الحكومة الكينية قادرة على تجاهل تداعيات هذا التقارب الأمني، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الداخلية في كينيا.
مخاطر تشكيل حكومة موازية في السودان
في حال تم تشكيل حكومة موازية في السودان من خلال دعم نيروبي، فإن هذا يعد بداية لأزمة جديدة في منطقة شرق إفريقيا. من المتوقع أن تكون هذه الأزمة نقطة انطلاق لإعادة تشكيل الواقع السياسي في المنطقة، وهو أمر قد لا يتوافق مع توجهات الأنظمة السياسية في دول شرق إفريقيا.
هذا التحول قد يتطلب من الدول الإقليمية اتخاذ نهج موحد للتصدي للتهديدات التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة، والتصدي لجميع التنظيمات المتمردة التي تهدد استقرار هذه الدول.
حرب “الدعم السريع” ضد الدولة السودانية
إن الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع ضد الدولة السودانية ليست حربًا عادية. إنها حرب تهدف إلى تدمير الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، وتجريدها من مواردها وسلطة مؤسساتها العسكرية والمدنية. هذه الحرب ليست صراعًا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية أو الديمقراطية، بل هي حرب تدميرية تتجاوز الإرادة الوطنية.
مواجهة هذا التحدي هي “واجب مقدس” يجب أن تتحد فيه جميع القوى السياسية الأفريقية، لأن قبول حكومة موازية تقودها مليشيا متمردة يشكل تهديدًا غير مباشر لكل الدول الوطنية في القارة.
إجهاض الدولة الوطنية في خطر
إن قبول حكومة موازية في السودان، بقيادة مليشيا متمردة، هو بمثابة تحدٍ لوجود الدولة الوطنية في القارة الأفريقية. هذا التوجه إذا تم اعتماده من قبل نيروبي قد يشعل فتيل أزمة سياسية وأمنية قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل كبير.
إن المجتمع الدولي، والدول الإقليمية، يجب أن تعمل بشكل مشترك لمنع هذا التوجه والعمل على تعزيز استقرار السودان والحفاظ على مؤسساته الوطنية بعيدًا عن الصراعات المدمرة.