تصاعد التوترات في منطقة مضيق تايوان
رحبت الحكومة التايوانية بخطوة وزارة الخارجية الأمريكية في حذف بيانها الذي ينص على أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان، واصفةً هذه الخطوة بأنها تعكس “العلاقات الإيجابية والقوية” بين تايبيه وواشنطن. جاء ذلك في وقت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات في منطقة مضيق تايوان، وسط تهديدات متزايدة من الصين.
التعديل في السياسة الأمريكية
في يوم الأحد 16 فبراير، أفادت وسائل الإعلام أن وزارة الخارجية الأمريكية قد أزالت من موقعها الإلكتروني البيان الذي كان يوضح سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في عدم دعم استقلال تايوان، وهو تغيير يعد تطورًا في السياسة الأمريكية تجاه “مبدأ الصين الواحدة”، والذي يعتبر تايوان جزءًا من الصين. يُعتبر هذا التعديل خطوة مهمة قد تؤدي إلى تغيير في التعاملات السياسية بين واشنطن وبكين، كما يُظهر تحولا في المواقف تجاه القضايا الحساسة في المنطقة.
رد الفعل التايواني
وفي بيان صدر عن وزارة الدفاع التايوانية يوم الاثنين، أكدت تايوان أن أي محاولة متعمدة من جانب الصين لخلق توترات في المنطقة ستشكل “تهديدًا حقيقيًا للأمن العالمي”. وأضافت الوزارة أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان يمثلان اهتمامًا مشتركًا للدول الحرة والديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، مما يشير إلى الدعم المتزايد من دول العالم الأخرى في حماية سيادة تايوان.
توترات جديدة واتهامات ترامب
تصاعدت التوترات بين تايوان والولايات المتحدة من جهة، والصين من جهة أخرى، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 13 فبراير، حيث اتهم تايوان بـ “السيطرة على صناعة أشباه الموصلات”، مهددًا بإلغاء الاتفاقيات التي أبرمتها إدارة بايدن مع تايبيه. كما اعتبر ترامب أن الإنفاق الدفاعي لتايوان غير كافٍ مقارنة بحجم التهديدات التي تواجهها.
وفي رد فعل سريع، أعلنت تايوان أنها ستناقش مخاوف ترامب بشأن صناعة أشباه الموصلات وتداعياتها الاقتصادية والعسكرية، إضافة إلى زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن شركة “TSMC”، أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، والتي تعد من الموردين الرئيسيين لشركات مثل “آبل” و”نفيديا”، استثمرت 65 مليار دولار في مصانع جديدة في ولاية أريزونا الأمريكية منذ تولي ترامب منصبه، مما يعكس الأهمية المتزايدة للتعاون بين الجانبين في مجالات التكنولوجيا.
التعاون التكنولوجي
تشير التقارير إلى أن موقع وزارة الخارجية الأمريكية يعكس أيضًا التعاون المستمر بين تايوان والولايات المتحدة في مشروع تطوير تكنولوجيا أشباه الموصلات، وهو مجال حساس اقتصاديًا وأمنيًا في الوقت الراهن. حيث تسعى تايوان للعب دور ريادي في هذا المجال، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز هذه الشراكة التقنية وسط تهديدات الصين.