أعرب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليوم الاثنين، عن مخاوفه من عدم التزام الجانب الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، المقرر غدًا الثلاثاء. جاء ذلك خلال لقائه مع وفد من نقابة المحررين، حيث أكد أن لبنان لا يثق في نوايا إسرائيل بشأن تنفيذ هذا الانسحاب.
تصريحات الرئيس اللبناني
وفي حديثه، أكد الرئيس عون أن “العدو الإسرائيلي لا يُؤتَمَن”، مشيرًا إلى أن لبنان يشعر بالقلق حيال عدم تحقق الانسحاب الكامل كما هو متفق عليه. وأوضح أن لبنان سيبقى ملتزمًا بموقف وطني موحد، مشددًا على أن “الرد اللبناني سيكون من خلال موقف وطنيّ موحّد وجامع”.
ورغم المخاوف التي أبدتها السلطات اللبنانية، أكد الرئيس عون أن “خيار الحرب لا يُفيد”، وأن لبنان يفضل اتخاذ الطرق الدبلوماسية لحل الأزمة، لافتًا إلى أن بلاده “لم تعد تحتمل حربًا جديدة”. وأضاف أن الجيش اللبناني جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي من المتوقع أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية.
موقف لبنان من سلاح حزب الله
كما أكد الرئيس اللبناني أن “المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية”، مشيرًا إلى أن “سلاح حزب الله سيكون جزءًا من الحلول التي سيتفق عليها اللبنانيون”. وقد جاءت هذه التصريحات في وقت حساس حيث يستمر الحديث حول سلاح الحزب وتداعياته على الأمن اللبناني والعلاقات الدولية.
إعادة الإعمار والشروط اللازمة
وفيما يخص عملية إعادة الإعمار في لبنان، قال عون إن هذه العملية مشروطة بالإصلاحات اللازمة، مؤكدًا أنه “لا مجال لأيّ مساعدة خارجيّة دون إصلاح”. وأضاف أن عملية الإعمار ستشمل المناطق التي دُمّرت جراء النزاع، وأعرب عن ترحيب لبنان بأيّ مساعدة دولية لإزالة آثار الحرب.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
وينتهي غدًا الثلاثاء الموعد المحدد لاستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، وذلك وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية فرنسية منذ 27 نوفمبر الماضي. ينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية خلال 60 يومًا. إلا أنه نظرًا لعدم إتمام الانسحاب في الوقت المحدد، تم التوصل إلى تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير الجاري، في خطوة رعتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب بدء محادثات بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين بعد 7 أكتوبر 2023.
أهداف الاتفاق وقرار 1701
كما يتضمن الاتفاق تأكيدًا على نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية وفي منطقة الجنوب، ليتولى مسؤولية الأمن هناك ويمنع وجود الأسلحة والمسلحين في منطقة جنوب نهر الليطاني، وذلك تطبيقًا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2006.