اشتباكات عنيفة في قرية العفادرة بأسيوط بين الشرطة وعناصر إجرامية
شهدت قرية العفادرة التابعة لمركز شرطة ساحل سليم في محافظة أسيوط جنوب مصر اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة وعناصر إجرامية شديدة الخطورة، وعلى رأسهم محمد محسوب، أحد أبرز الخارجين عن القانون في المنطقة.
استمرت هذه المواجهات منذ مساء السبت 15 فبراير 2025 وحتى مساء الأحد، وتخللها تبادل كثيف لإطلاق النار، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين، وارتفاع حدة التوتر في المنطقة.
وقد أثارت الاشتباكات المقارنات مع قضية عزت حنفي، زعيم العصابة الذي خاض مواجهة مشابهة مع الشرطة في قرية النخيلة عام 2004 قبل أن يتم القضاء عليه.
تفاصيل الاشتباكات:
بدأت المواجهات نتيجة مشاجرة مسلحة بين عائلتين في قرية العفادرة، حيث تبادل أفراد العائلتين إطلاق النار مع رجال الشرطة، الذين كانوا يلاحقون أفرادًا مطلوبين على ذمة قضايا تتعلق بالمواد المخدرة والأسلحة النارية.
وعندما اقتربت الحملة الأمنية من المنطقة، تعرضت القوات لهجوم مسلح عنيف من قبل العناصر الإجرامية التابعة لـ محمد محسوب. تم استخدام أسلحة نارية ثقيلة مما دفع قوات الشرطة للرد بالمثل، ليندلع اشتباك مسلح استمر لساعات طويلة.
محمد محسوب: عزت حنفي الجديد؟
محمد محسوب إبراهيم أحمد عبد العزيز هو أحد أخطر المطلوبين أمنيًا في محافظة أسيوط، ويُعتبر شخصية شبيهة بعزت حنفي، زعيم العصابة الذي تم القضاء عليه في عام 2004.
محمد محسوب متهم في أكثر من 1200 قضية جنائية تشمل ترويج المخدرات، البلطجة، فرض السيطرة على المواطنين، والسرقة بالإكراه. كما يُعتقد أنه يقود تشكيلًا عصابيًا يتخذ من قرية العفادرة معقلًا لأنشطته الإجرامية.
الاستعانة بوحدة “بلاك كوبرا”:
وفي محاولة لاحتواء الموقف، استعانت وزارة الداخلية بوحدة “بلاك كوبرا” المختصة في تنفيذ المهام الخطرة. ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية، فقد تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا بوقوع مشاجرة مسلحة بين العائلتين في المنطقة، مما دفع السلطات إلى تكثيف الإجراءات الأمنية هناك.
وعلى إثر الاشتباكات، تدخلت وحدة “بلاك كوبرا” لتضييق الخناق على العناصر المسلحة، حيث تم محاصرة عدد من المطلوبين.
قطع التيار الكهربائي:
في إطار السيطرة على الوضع، اضطرت السلطات إلى قطع التيار الكهربائي عن ثلاث قرى مجاورة لقرية العفادرة بسبب تصاعد العنف والتهديدات المستمرة من قبل العناصر الإجرامية. هذه الخطوة كانت ضرورية لتقليص قدرة المسلحين على التنقل والتنسيق مع بعضهم البعض.
التهديدات والتحذيرات:
وأشار شهود عيان إلى أن أحد أفراد العائلات المشتبكة مع الشرطة أعلن عن امتلاكه لأسلحة “غازية سامة”، وأصدر رسالة تحذير لأهالي القرية والقرى المجاورة. وقد فُسر ذلك بأنه رد فعل على ما اعتبره صاحب الرسالة ظلمًا من جانب وزارة الداخلية، حيث زعم أن بعض أفراد أسرته قد تم قتلهم في عمليات سابقة.
المداهمات الأمنية:
تمكنت وحدة “بلاك كوبرا” من الوصول إلى القرية بعد تبادل لإطلاق النار مع العناصر الإجرامية. حيث تم محاصرة أحد المسجلين خطر في المنطقة، وتضييق الخناق عليهم. لا تزال المداهمات الأمنية مستمرة لملاحقة باقي المطلوبين، حيث تعمل القوات الأمنية على ضبطهم.
الوضع الأمني تحت السيطرة:
أكدت مصدر أمنية أن الوضع الأمني في قرية العفادرة أصبح تحت السيطرة بعد تدخل وحدة “بلاك كوبرا”. وأشارت إلى أن العمليات الأمنية ستستمر لملاحقة جميع العناصر المتورطة في هذه الاشتباكات. القوات الأمنية في أسيوط تواصل جهودها للسيطرة على الوضع في المنطقة، وتبقى الأمور تحت المراقبة حتى إشعار آخر.