محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في الرياض: خطوات نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق تقدم في العلاقات الثنائية
أجرى مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات في العاصمة السعودية الرياض، يوم الثلاثاء. وتعد هذه المحادثات هي الأولى بين البلدين في إطار مناقشة كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن بحث قضايا أخرى تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسط تفاؤل من الجانبين بشأن إمكانية تحقيق تقدم في المستقبل.
اتفاق على المبادئ الأربعة الأساسية
خلال المحادثات، التي وصفت بأنها “ناجحة” و”إيجابية”، تم الاتفاق بين موسكو وواشنطن على أربعة مبادئ أساسية. أبرز هذه المبادئ كان الإسراع في تعيين السفراء، وبدء المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية في كل من الولايات المتحدة وروسيا. كما تم الاتفاق على تشكيل فريق رفيع المستوى من واشنطن للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على إقامة حوار ثنائي للاتفاق على سبل استئناف التعاون في المجالات الاقتصادية، بما في ذلك مجالات الطاقة والفضاء. كما تم فتح النقاش بشأن التعاون الجيوسياسي والاقتصادي الذي قد ينتج عن نهاية الحرب في أوكرانيا للولايات المتحدة وروسيا.
التعاون الدبلوماسي والاستئناف التدريجي للعمل
ووفقاً للوزير الأمريكي ماركو روبيو، تم الاتفاق على تشكيل فرق رفيعة المستوى في أقرب وقت ممكن للبدء في وضع مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا بطريقة مستدامة وقابلة للتطبيق من جميع الأطراف. وأكد روبيو أن هذه الخطوة ستساعد على استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بين الجانبين في موسكو وواشنطن.
التعاون الدولي في القضايا الأخرى
أوضحت الخارجية الروسية أن الجانبين اتفقا أيضاً على استئناف قنوات الاتصال بشأن القضايا الدولية الأخرى. وأشار البيان إلى المسؤولية الخاصة التي تتحملها كل من روسيا والولايات المتحدة في القضايا المتعلقة بالسلام والأمن، كونهما دولتين نوويتين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي.
الجانب الروسي والموقف من العقوبات
في تصريحات له، أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن المحادثات كانت “مفيدة” وأنه كان لديه انطباع بأن الجانب الأمريكي بدأ يفهم الموقف الروسي بشكل أفضل. فيما أكد روبيو أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول رفع العقوبات المفروضة على روسيا، لكنه أكد أن هناك أطرافًا أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي، قد فرضت عقوبات، وستكون هذه الأطراف على طاولة المفاوضات في مرحلة لاحقة.
مستقبل المحادثات وتوقعات الطرفين
رغم أن المحادثات لم تتطرق بشكل مفصل إلى مسألة تخفيف العقوبات على روسيا، كما أوضح رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي كيريل دميترييف، إلا أن المحادثات كانت تهدف إلى تحديد كيفية المضي قدمًا في العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن المستقبل قد يشهد خطوات اقتصادية مشتركة بين الجانبين، بالإضافة إلى البحث في الحلول السياسية للقضايا العالقة.
من جانبه، شدد روبيو على أن أي محاولة لإنهاء النزاع تتطلب تنازلات من جميع الأطراف، محذرًا من تحديد هذه التنازلات مسبقًا.