تقرير عن تسليم جثامين “خط الصعيد” في قرية العفادرة بأسيوط
في 19 فبراير 2025، شهدت قرية العفادرة بمركز ساحل سليم في محافظة أسيوط حدثًا أمنيًا بالغ الأهمية، تمثل في تسليم جثامين محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف إعلاميًا بـ”خط الصعيد”، بالإضافة إلى ستة من أعوانه، بعد مواجهات مسلحة استمرت 60 ساعة بين قوات الأمن والمجموعة الإجرامية. أسفرت المواجهات عن مصرع القائد الإجرامي وأعوانه، وإصابة ضابط شرطة من قوات الأمن المركزي. وكانت عملية التسليم تتم تحت حراسة أمنية مشددة.
الخلفية الأمنية:
تكتسب هذه الأحداث أهمية استثنائية بالنظر إلى الخلفية الإجرامية المعقدة للمدعو “خط الصعيد”. فقد كان هاربًا من أحكام قضائية تصل مجموعها إلى 191 سنة، وقيادته لعصابة مسلحة تعتبر واحدة من أخطر البؤر الإجرامية في صعيد مصر. وتبين التحقيقات الأمنية أن محمد محسوب قد بدأ مسيرته الإجرامية بسرقة سيارة محملة بالمواشي تحت تهديد السلاح، ليواصل نشاطه في السرقة بالإكراه، تجارة المخدرات، وحيازة الأسلحة النارية. وبحلول عام 2025، أصبح مطلوبًا في 44 قضية جنائية متنوعة تشمل القتل والشروع فيه، وحوادث إطلاق نار، وحيازة أسلحة غير مرخصة.
تفاصيل المواجهات المسلحة:
في الساعات الأولى من 17 فبراير 2025، اندلعت الاشتباكات بين قوات الأمن والمجموعة الإجرامية عندما حاولت القوات الأمنية تنفيذ عملية مداهمة لمنزل محسوب المحصن. واجهت القوات مقاومة شرسة تضمنت:
- استخدام أسلحة ثقيلة مثل قاذفات آر بي جي (RPG) وقنابل F1.
- تفجير 60 أسطوانة بوتاجاز موصلة بدائرة كهربائية لإعاقة تقدم القوات.
- إطلاق نار كثيف من مواقع محصنة داخل مبنى خرساني مجهز بخنادق دفاعية.
التحولات الاستراتيجية:
أجبرت طبيعة التسليح المتفوق للعصابة القوات الأمنية على تعديل استراتيجياتها الميدانية. تم تنفيذ خطة متكاملة شملت:
- الحصار المطوّل: فرض طوق أمني على المنطقة لمدة 72 ساعة، مع قطع التيار الكهربائي عن ثلاث قرى مجاورة لمنع هروب أفراد العصابة.
- التدخل الهندسي: استخدام جرافات لهدم أجزاء من المبنى المحصن للوصول إلى مخابئ العصابة.
- التعامل مع المتفجرات: نشر فرق متخصصة من الحماية المدنية لإبطال مفعول 8 عبوات ناسفة و60 أسطوانة غاز معدة للتفجير.
الإجراءات القانونية بعد المواجهات:
بعد انتهاء الاشتباكات، تحركت النيابة العامة بمركز ساحل سليم فورًا لتنفيذ سلسلة من الإجراءات القانونية، حيث تم تشكيل فريق نيابي من خمسة مستشارين لمعاينة الجثث وتوثيق الإصابات. كما تم انتداب خبراء الطب الشرعي لتشريح الجثث وتحديد أسباب الوفاة بدقة.
تسليم الجثامين:
في وقت لاحق من 19 فبراير 2025، تسلم عمدة قرية العفادرة ونجلَا عم محمد محسوب وزوجاته جثامين القتلى من مشرحة مستشفى أسيوط الجامعي بعد أن صدر تصريح النيابة العامة بضرورة دفنهم في مقابر القرية. تمت عملية التسليم تحت حراسة أمنية مشددة لضمان عدم حدوث أي أحداث غير مرغوب فيها.