اتحاد عام جبال النوبة يدعم القوات المسلحة السودانية ويعلن رفضه للتحالفات المهددة لوحدة السودان
أصدر اتحاد عام جبال النوبة بيانًا مهمًا أكد فيه دعمه ومساندته للقوات المسلحة السودانية في حربها ضد مليشيا الدعم السريع، مشددًا على تمسكه بوحدة الأراضي السودانية وسلامتها.
تصاعد التوتر داخل الحركة الشعبية
تصاعدت حدة التوتر داخل أروقة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، بعد أن طالب عدد من شباب الحركة بتنحي رئيسها عبد العزيز الحلو. جاءت هذه المطالب إثر مشاركة الحلو في اجتماع عقد في العاصمة الكينية نيروبي، والذي ضم ممثلين عن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وعدد من المجموعات السياسية والعسكرية الأخرى. الهدف من الاجتماع كان تأسيس تحالف جديد تحت اسم “تحالف السودان التأسيسي”، إضافة إلى مناقشة تشكيل حكومة موازية.
إدانة التحالف بين الحركة الشعبية والدعم السريع
وأدان اتحاد عام جبال النوبة التحالف بين الحركة الشعبية ومليشيا الدعم السريع، مؤكدًا رفضه القاطع لهذه التحالفات التي تهدد استقرار البلاد ووحدة أراضيها.
وجاء في البيان أن الشعب السوداني، وخاصة أهل جبال النوبة، قد تابعوا “المهزلة” التي انتظمت في جمهورية كينيا، حيث تم استضافة مليشيا الجنجويد وذراعها السياسي المتمثل في حركة “تقدم” التي انقسمت على نفسها لتبادل الأدوار، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو.
وأوضح اتحاد عام جبال النوبة أن الحركة الشعبية لم تشر من قريب أو بعيد إلى علاقة الحركة بأهل جبال النوبة أو الدفاع عن حقوقهم، بل أعلنت تحالفها مع مليشيا الجنجويد في حضور شخصيات مثل عبد الرحيم دقلو وفضل الله برمة ناصر، الذين أكدوا على انفرد قيادات المليشيا بالتخطيط والتمويل تحت رعاية الكفيل الإماراتي.
تمسك بوحدة الأراضي السودانية ورفض التدخلات
وأشار اتحاد عام جبال النوبة إلى أن الاتحاد يتمسك بوحدة الأراضي السودانية ويرفض أي تدخلات في شؤون البلاد الداخلية، مؤكدًا أن أي محاولة لتشكيل حكومة في المنفى لا تعني أو تؤثر في الواقع السوداني.
كما أكد الاتحاد رفضه التام لأن تكون أراضي إقليم جبال النوبة مسرحًا لنشاط مليشيا الجنجويد، التي تعمل على التوسع في المنطقة وممارسة التطهير العرقي. وأضاف أن أهل جبال النوبة أصابتهم الدهشة من تحالف الحركة الشعبية مع مليشيا الجنجويد التي كانت قد صنفتها الحركة سابقًا كمليشيا “عابرة للحدود” وتشكل تهديدًا للسلام في السودان.
دعم القوات المسلحة السودانية والمطالبة بتغيير المواقف
وفي ختام البيان، أشار الاتحاد إلى موقفه الثابت في دعم القوات المسلحة السودانية والحكومة الشرعية، داعيًا الحكومة إلى العمل بقوة في المحافل الإقليمية والدولية للدفاع عن سيادة السودان. كما شدد على ضرورة أن تعود الحركة الشعبية إلى رشدها وتفك الارتباط بمليشيا الجنجويد، مطالبًا الحركة باتخاذ مواقف وطنية واضحة تتسق مع مصالح شعب جبال النوبة.
اجتماع نيروبي وتحركات الحركة الشعبية
عُقد الاجتماع في نيروبي وسط أجواء مشحونة بالأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالسودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. يسعى “تحالف السودان التأسيسي” إلى تقديم رؤية بديلة لإدارة البلاد، تشمل تشكيل حكومة موازية تدعي تمثيل القوى المهمشة والمعارضة للنظام القائم.
عبد العزيز الحلو، الذي يقود الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال منذ سنوات طويلة، شارك في هذا الاجتماع بصفته ممثلاً للحركة. إلا أن حضوره أثار جدلاً واسعاً داخل صفوف الحركة، خاصة بين الشباب الذين يرون أن التعاون مع قوات الدعم السريع يُعد تنازلاً عن مبادئ الحركة وتاريخها النضالي.
بيان شباب الحركة الشعبية لتحرير السودان
أصدر شباب الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بياناً شديد اللهجة طالبوا فيه بتنحي عبد العزيز الحلو فوراً عن قيادة الحركة. وأشار البيان إلى أن مشاركة الحلو في اجتماع نيروبي مع قوات الدعم السريع تُعد “خيانة لمبادئ الحركة” و”تطبيعاً مع قوى متهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين”.
وجاء في البيان: “إننا نرفض بشكل قاطع أي تحالف مع قوات الدعم السريع أو أي جهة تلطخت أيديها بدماء الأبرياء. الحركة الشعبية تأسست على مبادئ العدالة والمساواة، ولا يمكن أن تكون جزءاً من مشروع يعيد إنتاج الظلم والاستبداد”.