في عملية التبادل السابعة ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تسلمت طواقم الصليب الأحمر اليوم الخميس 20 فبراير 2025 جثامين أربعة أسرى إسرائيليين قُتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف مواقع احتجازهم في القطاع. جاءت هذه العملية كجزء من الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير الماضي، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، والذي ينص على تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وفق آلية متدرجة. وتُظهر العملية تعقيدات الوضع الإنساني والسياسي في ظل استمرار التوترات، حيث تتبادل الأطراف الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاق، بينما تواصل الجهود الدولية الحثيثة للحفاظ على الهدنة تمهيداً لمراحل لاحقة تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
خلفية اتفاق وقف إطلاق النار وآليات التبادل
الإطار العام للاتفاق
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ في 19 يناير 2025 بعد حرب استمرت 15 شهراً، اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. ينقسم الاتفاق إلى ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، حيث تركز المرحلة الأولى على تبادل الأسرى بشكل تدريجي: 33 أسيراً إسرائيلياً (من بينهم أحياء وجثامين) مقابل نحو ألفي أسير فلسطيني.. أما المرحلة الثانية فتشمل “هدوءاً مستداماً” وتبادل أعداد إضافية، بينما تُخصص المرحلة الثالثة لإعادة إعمار القطاع وتبادل الرفات.
آلية التبادل الأسبوعية
تعتمد آلية التبادل على دفعات أسبوعية، حيث تُطلق حماس مجموعة من المحتجزين الإسرائيليين، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين. حتى اليوم، تم تنفيذ سبع عمليات تبادل، أُفرج خلالها عن 19 أسيراً إسرائيلياً مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني. وتُعد عملية اليوم الأولى من نوعها التي تشمل جثامينً فقط، بعد أن أكدت حماس مقتل الأربعة خلال القصف الإسرائيلي، بينما تتحفظ إسرائيل على هذه الرواية.
تفاصيل عملية التبادل السابعة
سير العملية
تم تسليم الجثامين الأربعة في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث نصبت كتائب القسام منصة خاصة وُضعت عليها لافتة باللغتين العربية والعبرية كتب عليها: “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”. غلّفت الجثامين بأكفان بيضاء بعد وضعها في توابيت سوداء من قبل عناصر القسام، ثم وقّعت مندوبة الصليب الأحمر على وثائق الاستلام. ومن المقرر أن تنقل الجثث إلى معهد الطب الشرعي الإسرائيلي “أبو كبير” لتحديد الهوية، وهي عملية قد تستغرق حتى 48 ساعة.
هويات الأسرى القتلى
- شيري بيباس (34 عاماً) وطفليها أرييل (4 أعوام) وكفير (10 أشهر)، الذين اختُطِفوا من كيبوتس “نير عوز” في 7 أكتوبر 2023.
- عوديد ليفشيتز (68 عاماً)، الذي كان محتجزاً لدى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
أكدت حماس أن الأربعة كانوا أحياء حتى تعرّضت مواقع احتجازهم لـ”قصف متعمد” من الطائرات الإسرائيلية. بينما لم تُعلن إسرائيل رسمياً عن ظروف وفاتهم، مما أثار غضباً واسعاً في الشارع الإسرائيلي.
ردود الفعل والتداعيات الإنسانية
الجانب الإسرائيلي
وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم بأنه “يوم حداد”، مؤكداً أن إسرائيل ستعيد “أحباءها” إلى الوطن. من ناحية أخرى، تواجه حكومته ضغوطاً متزايدة من عائلات الأسرى الذين لا يزال 70 منهم محتجزين في غزة، بينهم 35 على الأقل قُتلوا وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي. وأعرب منتدى عائلات الرهائن عن صدمته من تأكيد وفاة عائلة بيباس، داعياً إلى تسريع المفاوضات لاستعادة الباقين.
الجانب الفلسطيني
استغلت الفصائل الفلسطينية مراسم التسليم لتوجيه رسائل سياسية، مثل التأكيد على رفض التهجير عبر لافتة “لا هجرة إلا للقدس” وإبراز صور القادة الذين قُتلوا خلال الحرب. كما أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين “دفعة واحدة” في المرحلة الثانية من الاتفاق، مشددة على ضرورة التزام إسرائيل بكامل البنود.
دور المجتمع الدولي
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى “احترام الخصوصية والكرامة” خلال عمليات التسليم، محذرة من أي معاملة مهينة. كما أشادت الوساطة المصرية القطرية بتذليل العقبات الفنية لاستمرار الاتفاق، رغم تعثر المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية.
التحديات المستقبلية ومسار المفاوضات
انتهاكات الاتفاق المتبادلة
تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك بنود المرحلة الأولى؛ حيث تتهم حماس إسرائيل بالتسويف في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بينما تتهم إسرائيل حماس بإخفاء معلومات عن مصير الأسرى الأحياء.
تعقيدات المرحلة الثانية
تشترط حماس لبدء المرحلة الثانية – التي يفترض أن تُنهي الحرب تماماً – ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى تحقيق “النتائج الأمنية المطلوبة”. كما تطالب حماس بإطلاق سراح المزيد من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد، بينما تُصر إسرائيل على استثناء من شاركوا في هجمات 7 أكتوبر من أي صفقة.