في زاوية منشأة سدي تيمان العسكرية الإسرائيلية، يقبع د. حسام أبو صفية (51 عامًا) منذ 54 يومًا، بينما تتحول سيرته إلى أيقونة للصمود الطبي في مواجهة أحد أعنف الحروب على قطاع غزة. هذه قصة طبيب رفض ترك مرضاه حتى تحت القصف، ودفع ثمنًا شخصيًا فادحًا.
من مخيم جباليا إلى قيادة المستشفيات
النشأة: وُلد عام 1973 في مخيم جباليا لعائلة مُهجَّرة من بلدة حمامة المُدمرة منذ 19481.
التكوين الأكاديمي:
درس الطب في كازاخستان، حيث التقى زوجته ألبينا التي تركَت بلدها للعيش معه في غزة عام 19962.
حصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال وحديثي الولادة
تحت النار: 120 يومًا داخل مستشفى كمال عدوان
الاقتحامات المتكررة:
أكتوبر 2024: اعتقال أولي لمدة 48 ساعة، تَلاه استشهاد ابنه إبراهيم بقصف إسرائيلي خلال تواجده خارج المستشفى
نوفمبر 2024: إصابته بست شظايا من طائرة كوادكوبتر أثناء إجرائه عملية جراحية طارئة
ديسمبر 2024: اقتحام نهائي للمستشفى وإخلاء قسري للطواقم تحت تهديد السلاح
سجل تضحيات
التحدي
نقص الكوادر
تولى مهام جراحية خارج تخصصه (طب الأطفال) لإنقاذ
المصابين
انقطاع الكهرباء أجرى عمليات بالضوء اليدوي بعد تدمير مولدات المستشفى
الحصار الطبى حوَّل أقسام الولادة إلى غرف عناية
مركزة مؤقتة
رسالة من وراء القضبان
في مقابلة خاصة مع زوجته ألبينا لـبي بي سي، كشفت:
“رفض مغادرة المستشفى رغم علمه بوجود قائمة استهداف إسرائيلية باسمه”
“خسر 18 كغ من وزنه خلال الحرب بسبب تخصيص حصص الطعام للمرضى”
آخر طلبه قبل اعتقاله: “إنقاذ 3 أطفال عالقين في العناية المركزة تحت الأنقاض”
تداعيات الاعتقال
محليًا: تصدر هاشتاغ حرروا أبو صفية منصات التواصل الفلسطينية.
دوليًا: منظمة الصحة العالمية تُصنّف اعتقاله كـ”انتهاك جسيم للحماية القانونية للعاملين الصحيين”.
عائليًا: أبناؤه الأربعة (أكبرهم 25 عامًا) يواصلون العمل الطوعي في إغاثة النازحين.
تساؤلات معلقة
مصير 32 مريضًا: اختفوا خلال الاقتحام الأخير للمستشفى دون إفصاح إسرائيلي عن مكانهم.
صحة المعتقل: تقارير غير مؤكدة عن إصابته بكسور في الأضلاع خلال التحقيق
بينما تُخفي إسرائيل مكان احتجازه، يتحول أبو صفية إلى رمزٍ يُجسّد معضلة الطب في زمن الحرب: إنقاذ الأرواح أم إنقاذ الذات؟ جنود المستشفيات البيضاء يواصلون معركتهم الخاسرة مسبقًا، لكنّ تاريخ غزة سيحفظ اسم من فضّل سماعة الطبيب على صفارات الإنذار.










