سباق التسلح في المغرب العربي: الجزائر تحصل على سو-57 الروسية والمغرب يقترب من إف-35 الأمريكية
تشهد منطقة المغرب العربي تصاعداً غير مسبوق في سباق التسلح بعد إعلان الجزائر استلام أولى مقاتلات الجيل الخامس الروسية سو-57، بينما تدخلت الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب لتسريع مفاوضات بيع المقاتلة إف-35 للمغرب. هذا التطور يأتي في سياق تحولات جيوسياسية عميقة تعيد تشكيل تحالفات القوى الإقليمية والدولية.
الجزائر تدخل عصر الطائرات الشبحية
تفاصيل الصفقة التاريخية مع روسيا
أكدت مصادر عسكرية جزائرية في 12 فبراير 2025 وصول الدفعة الأولى من مقاتلات سو-57 إلى القاعدة الجوية ببشار، حيث تخضع أطقم الطيران لتدريبات مكثفة في روسيا منذ نوفمبر الماضي[2]. جاءت هذه الخطوة تتويجاً لمفاوضات استمرت خمس سنوات، بدأت بإشارات دبلوماسية عام 2020 عندما ظهر مسؤولون جزائريون وهم يحملون نماذج الطائرة خلال لقاءات مع نظرائهم الروس[2].
القدرات القتالية للمقاتلة الروسية
تتميز سو-57 بقدرات تتفوق على نظيراتها من الجيل الرابع، حيث تصل سرعتها إلى 2600 كم/ساعة مع مدى عملياتي يبلغ 5500 كم. تحتوي الطائرة على 12 نقطة تعليق خارجية و2 حجرة داخلية للصواريخ، وتتميز بنظام رادار “ن036 بيلكا” ثلاثي النطاقات القادر على تتبع 60 هدفاً في آن واحد[2]. يقول الخبير العسكري د. خالد بن عمر: “هذه الصفقة تعيد رسم خريطة القوة الجوية في المنطقة، خاصة مع الخبرة القتالية التي اكتسبتها الطائرة في سوريا وأوكرانيا”.
المغرب يستعد لقفزة نوعية
المفاوضات الأمريكية تحت مجهر ترامب
في سياق متصل، تكثف الولايات المتحدة جهودها لدعم المغرب في إطار الاستراتيجية الجديدة لإدارة ترامب تجاه إفريقيا. تشير مصادر دبلوماسية إلى أن البيت الأبيض يدرس رفع الحظر المفروض على تصدير إف-35 لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع إعطاء الأولوية للمغرب كحليف استراتيجي.
التحديات التقنية واللوجستية
يواجه المغرب تحديات جمة في استيعاب التقنيات المتقدمة للإف-35، حيث يتطلب الأمر بنية تحتية خاصة تشمل أنظمة اتصالات مشفرة ومراكز صيانة متطورة. يقول الخبير في الشؤون العسكرية د. عمر العشابي: “تكلفة تشغيل الإف-35 تصل إلى 35 ألف دولار لكل ساعة طيران، مما يستدعي إعادة هيكلة كاملة للميزانية العسكرية”.
موازين القوى الإقليمية
المقارنة التقنية بين العملاقين
تُظهر البيانات التقنية تفوقاً نسبياً لسو-57 في السرعة والمدى (2600 كم/س vs 1930 كم/س)، بينما تتمتع إف-35 بميزة في أنظمة الإلكترونيات الجوية وتكامل البيانات القتالية. الجدول التالي يوضح الفروق الرئيسية:
المعيار | سو-57 | إف-35 |
---|---|---|
السرعة القصوى | 2.6 ماخ | 1.6 ماخ |
المدى القتالي | 5500 كم | 2200 كم |
الحمولة القصوى | 10 أطنان | 8.1 أطنان |
التكلفة (مليون دولار) | 50-60 | 80-100 |
التداعيات الجيوسياسية
تحالفات جديدة وخريطة نفوذ متغيرة
تعكس هذه التطورات العسكرية تحولات عميقة في التحالفات الإقليدية، حيث تشير مصادر استخباراتية إلى تعاون جزائري-صيني متنامٍ في مجال الأنظمة المسيّرة وأنظمة الدفاع الجوي[2]. من جهة أخرى، تدرس الرباط إمكانية الانضمام إلى تحالف “أوكوس” الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.
التحديات الأمنية المستقبلية
مخاطر التصعيد وسبل احتواء الأزمة
حذرت منظمة “سايف وورد” الدولية من مخاطر اندلاع حرب باردة إقليمية، داعية إلى إنشاء آلية حوار أمني بين الرباط والجزائر. تظهر الدراسات أن نسبة الترسانات العسكرية في المنطقة زادت 300% منذ 2020، مع تخصيص 4.5% من الناتج المحلي للإنفاق العسكري في كلا البلدين.
مستقبل غير مؤكد
يشهد المغرب العربي تحولات جذرية في موازين القوى العسكرية، حيث تتحول المنطقة إلى ساحة اختبار لأنظمة التسليح المتطورة. بينما تسعى الجزائر لتعزيز تحالفاتها مع المحور الروسي-الصيني، يعول المغرب على الشراكة الأطلسية لتحقيق التفوق التكنولوجي. يبقى السؤال الأكبر: هل سيؤدي هذا السباق إلى تعزيز الأمن الإقليمي أم سيكون شرارة لتصعيد غير محسوب؟