تفاصيل النفق المزعوم
تقارير إعلامية أكدت أن النفق الذي تم الحديث عنه، إن كان موجودًا، يقدر طوله بنحو 50 مترًا وعمقًا يصل إلى 12 مترًا. وعلى الرغم من تكتم السلطات الإسبانية والمغربية، إلا أن التحقيقات الأولية التي أجرتها القوات الأمنية أسفرت عن توقيف 14 شخصًا يشتبه في صلتهم بشبكات تهريب المخدرات، التي يُعتقد أنها قد استخدمت هذا النفق في عملياتها.
في ذات السياق، تواصل قوات الحرس المدني الإسباني عمليات التفتيش في محيط سبتة، وسط تركيز على المنطقة الحدودية التي تفصل بين المدينة المحتلة ومدينة الفنيدق المغربية. ومع استمرار الجهود الأمنية في المنطقة، يبقى الحديث عن النفق لغزًا لم يُحل بعد.
التكتم على التحقيقات
السلطات المغربية أكدت في تصريحات صحفية أنه لم يتم العثور حتى الآن على أي أثر أو فتحة للنفق المزعوم. ورغم الجدل الكبير الذي أثارته هذه القضية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت المصادر أن التحقيقات لا تزال جارية، وأنه من السابق لأوانه تأكيد صحة ما تم تداوله في وسائل الإعلام.
وأشار بعض الخبراء إلى أن المنطقة التي تفصل بين سبتة والفنيدق تمر عبر وادٍ عميق، ما يجعل من الصعب حفر نفق تحت هذا الوادي. وأوضحوا أن مثل هذا العمل يتطلب مهندسين متخصصين، إضافة إلى وجود أمني مستمر في المنطقة، ما يزيد من تعقيد الفكرة.
الخلفية التاريخية للقضية
تعود تفاصيل القضية إلى عام 2023، عندما رصدت الأجهزة الأمنية الإسبانية تحركات مشبوهة تتعلق بتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود. في إطار هذه التحقيقات، استخدمت السلطات الإسبانية مركبات ثقيلة ومقطورات لنقل المخدرات، ما دفعها إلى فتح تحقيق سري استمر لأشهر.
كشف التحقيق عن اختلالات أمنية في منظومة مراقبة الحدود، مما دفع السلطات الإسبانية إلى إطلاق عملية أمنية عُرفت إعلاميًا باسم “هاديس”. وفي يناير 2024، قامت قوات الحرس المدني الإسباني بتنفيذ مداهمات استهدفت مواقع مشتبه في استخدامها لعمليات التهريب، حيث عُثر على النفق في مستودع مغلق كان يستخدمه المهربون.
الهندسة السرية للنفق
ووفقًا لما ذكرته صحيفة “إل سبانيول”، فقد تم وصف النفق بأنه “عمل هندسي معقد”. وأظهرت التحقيقات الأولية أن المهربين استخدموا معدات متطورة وأتقنوا الحفر بسرية تامة، حيث كانوا ينقلون المخدرات عبر هذا النفق إلى سبتة، ومن ثم يتم تحميلها في شاحنات لتجاوز الرقابة الأمنية، قبل نقلها إلى الجنوب الإسباني عبر البحر الأبيض المتوسط.
التطورات المستقبلية
يواصل التحقيق في قضية النفق وسط اهتمام إعلامي واسع، سواء في إسبانيا أو في المغرب. السلطات الإسبانية والمغربية تأملان في التوصل إلى مزيد من التفاصيل حول حقيقة هذا النفق، وتحديد إذا ما كان فعلاً قد تم استخدامه في تهريب المخدرات عبر الحدود، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة بشأن قضايا التهريب عبر الحدود.
ويبقى السؤال الأبرز: هل كانت الصور التي تم تداولها تمثل مجرد شائعة، أم أن هناك حقيقة وراء هذا النفق المزعوم الذي شغل الرأي العام؟ التحقيقات الجارية قد تكشف قريبًا عن الإجابة.