ضغوط على العراق لاستئناف صادرات النفط من كردستان
في تطورٍ لافت، كشفت وكالة رويترز عن تفاصيل ضغوط تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحكومة العراقية من أجل استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي، مهددةً بفرض عقوبات اقتصادية مماثلة لتلك التي تواجهها إيران.
وأشارت مصادر من بغداد وواشنطن وأربيل إلى أن هذه الضغوط كانت المحرك الرئيسي وراء إعلان وزير النفط العراقي استئناف الصادرات من إقليم كردستان الأسبوع المقبل.
من شأن استئناف هذه الصادرات أن يساعد في تعويض النقص المحتمل في صادرات النفط الإيراني، والتي تعهدت الولايات المتحدة بخفضها إلى الصفر في إطار حملتها “الضغط الأقصى” ضد طهران.
منذ إغلاق خط الأنابيب بين إقليم كردستان وتركيا في مارس 2023، ازدادت عمليات تهريب النفط من إقليم كردستان إلى إيران عبر الشاحنات. ويقدر الخبراء أن هذه الشبكة قد تولد ما لا يقل عن مليار دولار سنويًا لإيران ووكلائها، وهو ما تسعى واشنطن إلى تقليصه.
ورغم الضغوط الأمريكية، تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في علاقاتها مع إيران، التي تمثل حليفًا إستراتيجيًا لبغداد في ظل العقوبات المفروضة عليها. العراق، الذي يقع بين التأثيرات الأمريكية والإيرانية، يتخوف من الوقوع في مرمى سياسة الضغط الأمريكي ضد طهران.
ورغم إعلان العراق عن استئناف صادرات النفط، لم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس بشأن الآليات التقنية والدفع. كما أشار العديد من المصادر إلى أن الحكومة العراقية تسعى إلى استئناف الصادرات دون تقديم أي التزامات تجاه حكومة إقليم كردستان، ما يهدد بإطالة أمد المفاوضات.
إذا تم التوصل إلى اتفاق نهائي لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر تركيا، فإنه سيكون له تأثير مزدوج على العراق. من جهة، سيساهم في تقليل الضغوط على الاقتصاد العراقي عبر زيادة الإيرادات النفطية، بينما قد يرفع التوترات مع أوبك+ بسبب ارتفاع مستوى الإنتاج.