تفاصيل العملية الميدانية
وفقا للمعطيات الميدانية التي رصدتها فرق الدفاع المدني السوري، فإن الطائرة المسيرة من نوع MQ-9 ريبر أطلقت صاروخًا دقيقًا على سيارة من نوع “هيونداي سانتافي” أثناء تحركها على الطريق الزراعي بين قريتي سرمدا والدانا. الانفجار الذي أعقب الهجوم أدى إلى تدمير المركبة بالكامل واحتراق جثة القتيل، مما جعل عملية التعرف الفوري على هوية الشخص المستهدف صعبة للغاية.
جدل حول هوية الضحية
العملية أثارت جدلاً واسعًا حول هوية الشخص الذي كان في السيارة المستهدفة. المصادر الاستخباراتية الغربية أشارت إلى أن الاستهداف كان لعُنصر في تنظيم “حراس الدين” المدعو “طلحة أبو عمران الشامي”، وهو أحد القياديين البارزين في التنظيم. من جانب آخر، نعت المصادر المحلية الضحية باعتباره التاجر الدمشقي “وسيم بيرقدار”، شقيق مدير أوقاف دمشق.
وقد علّق الخبير الأمني محمد الفقير على الحادثة قائلاً: “التضارب المعلوماتي يعكس تعقيدات المشهد الأمني في إدلب حيث تداخل الهويات بين النشطاء المحليين والمطلوبين دوليًا، مما يجعل من الصعب تحديد هوية المستهدف بدقة.”
خلفية استراتيجية العمليات
تأتي هذه الضربة في سياق استراتيجية عسكرية متصاعدة بدأها التحالف الدولي منذ عام 2014 لمكافحة التنظيمات الجهادية، حيث تم:
- إعلان تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في سبتمبر 2014 بمشاركة 82 دولة.
- توسعت المهام لاحقًا لتشمل استهداف فصائل مرتبطة بالقاعدة مثل “حراس الدين”، وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة.
- بلغت القوات الأمريكية في سوريا حوالي 900 جندي، مع تعزيزات لوجستية مستمرة لدعم العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
الإعلان الأميركي
في منتصف فبراير 2025، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سينتكوم” عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة في شمال غربي سوريا استهدفت مسؤولًا بارزًا في تنظيم “حراس الدين”. وذكرت القيادة المركزية في بيان رسمي أن الضربة جاءت في إطار جهودها المستمرة لإضعاف التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن الدولي. وأضاف البيان أن التحالف سيستمر في ملاحقة الإرهابيين بلا هوادة بهدف الدفاع عن المدنيين والقوات الأميركية وحلفائها في المنطقة.
على الرغم من تأكيد البيان الأميركي على تنفيذ الضربة بشكل دقيق، إلا أنه لم يتم تحديد هوية الشخص المستهدف في العملية الأخيرة، ولكن مصادر محلية أكدت أن الضربة أسفرت عن مقتل شخصين هما “أبو عبد الرحمن الليبي” و”فضل الله الليبي”.
التفاعل الدولي
الضربة الأخيرة تمثل جزءًا من استراتيجية متواصلة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، ولا تزال العلاقات بين التحالف الدولي والدول المعنية بالضربات الجوية تشهد توترًا بسبب تضارب المعلومات حول الأهداف العسكرية.