أمريكا تهدد أوكرانيا بوقف خدمة ستارلينك بسبب قضية المعادن
خدمة ستارلينك الفضائية
أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة أبلغت أوكرانيا بأنها مهددة بوقف خدمة ستارلينك الفضائية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن. جاء هذا التحذير في وقت حساس، حيث يشهد الوضع الأوكراني توترات دبلوماسية متزايدة.
وبحسب المصادر نفسها، فقد تم طرح القضية مجددًا خلال اجتماع يوم الخميس بين المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. في هذا الاجتماع، أشار المفاوضون الأمريكيون إلى أن قضية المعادن أصبحت حاسمة في إطار التفاوض بين البلدين.
وفقًا للتقارير، فقد رفض زيلينسكي في وقت سابق المقترح الأول الذي تم تقديمه من قبل الولايات المتحدة بشأن المعادن، ما دفع المفاوضين الأمريكيين للضغط بشكل أكبر على الجانب الأوكراني. كانت القضية تتعلق باتفاقات حول المعادن الاستراتيجية، وهو ما يعتقد الأمريكيون أنه يترتب عليه توصل أوكرانيا إلى توافق اقتصادي مع الولايات المتحدة لتجنب توقف خدمة ستارلينك.
تهديدات ترامب لزيلينسكي
شهد الأسبوع الماضي العديد من الأحداث المثيرة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذي تصدّر العناوين بتعليقاته المثيرة للجدل بشأن حرب أوكرانيا وعلاقاته مع روسيا.
في تصريحات وصف فيها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالديكتاتور، وجه ترامب اللوم المباشر إلى كل من زيلينسكي وجو بايدن عن اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقد أثارت هذه التصريحات موجة من الانتقادات من مختلف الأوساط السياسية والإعلامية، بما في ذلك صحيفة “نيويورك بوست”، التي تُعتبر مؤيدة للحزب الجمهوري.
لكن في وقت لاحق، أشاد ترامب يوم الجمعة مرة أخرى بالشعب الأوكراني، مما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى مواقفه المتناقضة.
ألكسندر دوبوي يحلل الوضع
من جهته، طرح الخبير في الشؤون الأوكرانية، ألكسندر دوبوي، عدة أسئلة مهمة حول الأوضاع في أوكرانيا. من أبرز تلك الأسئلة كان: “هل ستتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا؟”.
دوبوي أشار إلى أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك، لكن الاضطرابات السياسية قد تزداد بسبب إشارات متناقضة من فريق ترامب، حيث يتجه الرئيس السابق نحو تقديم إشارات لتقارب مع روسيا في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الشخصيات من فريقه، مثل كيث كيلوج، تعمل خلف الكواليس على دعم أوكرانيا.
الخلافات داخل إدارة ترامب
يتعرض ترامب لضغوط داخل الولايات المتحدة بخصوص سياسة بلاده تجاه أوكرانيا. من ناحية، يقترب ترامب من روسيا دون أي شروط مسبقة، بينما يواصل كيلوج العمل مع أوكرانيا بهدف إيجاد سبل لوقف الأعمال العدائية. هذه التناقضات قد تعكس تحولًا مهمًا في السياسة الأمريكية في المستقبل القريب.
ويشير الخبير دوبوي إلى أن الولايات المتحدة وروسيا ما زالتا بعيدتين عن التوصل إلى اتفاق ملموس بخصوص وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، يعتقد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يرى في الحرب في أوكرانيا جزءًا من استراتيجية لتخفيف العزلة الدولية والتفاوض مع الولايات المتحدة على قدم المساواة.
التهديدات المحتملة للعقوبات على الطاقة
أوضح دوبوي أن العقوبات على قطاع الطاقة الروسي تُعد أحد أبرز الأدوات التي يمكن لترامب استخدامها للضغط على روسيا. ومع ذلك، فإن هذه العقوبات قد تضر أيضًا بالاقتصاد الأمريكي، وهو ما يتناقض مع تصريحات ترامب السابقة حول تقليص التضخم. يشير ذلك إلى أن خيارات ترامب بشأن التعامل مع روسيا قد تواجه صعوبة كبيرة في تطبيقها دون التأثير على الاقتصاد الأمريكي.
الاستراتيجية الدبلوماسية لترامب
يتبع ترامب حاليًا استراتيجية دبلوماسية تعتمد على “العصا والجزرة”، حيث يضغط على أوكرانيا وفي الوقت نفسه يحاول جذب روسيا إلى طاولة المفاوضات. يهدف من خلال هذه السياسة إلى الظهور كمنتصر على الساحة السياسية الدولية، بما في ذلك أمام الصين.
وعلى الرغم من المواقف المتناقضة، فإن التقارب غير المشروط بين الولايات المتحدة وروسيا قد يشكل خطرًا على أوروبا. يشير التقرير إلى أن ترامب قد يسعى إلى تقديم تنازلات من شأنها أن تعزز موقف روسيا، مما يعرض النظام الأوروبي لأخطار جمة في حال فشل المفاوضات.
الدور المستقبلي لأوروبا
يشير المحللون إلى أن أوروبا قد تكون في موقع حرج في حال استمر التقارب الأمريكي مع روسيا، وأن أوروبا بحاجة إلى تعزيز استقلالها الاستراتيجي لمواجهة أي تهديدات محتملة. كما ينبغي لبروكسل توسيع دعمها العسكري لأوكرانيا لضمان أمن القارة بشكل مستدام.
الوضع السياسي الدولي
يتسم الوضع الحالي بالعديد من التحديات والتناقضات في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا، حيث تبقى تصريحات ترامب غير متسقة وغير قابلة للتنبؤ. ومع تزايد الاضطرابات داخل إدارته، تبقى الأسئلة حول مستقبل الحرب في أوكرانيا والعلاقات الأمريكية-الروسية دون إجابة شافية، ما يجعل المشهد السياسي الدولي في حالة من الغموض والقلق.