هجوم “جيش العدل” على مقر مؤسسة الإسكان في تشابهار
في صباح يوم السبت 22 فبراير 2025، أعلن تنظيم “جيش العدل” المعارض مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مقر مؤسسة الإسكان في مدينة تشابهار الواقعة في محافظة بلوشستان الإيرانية. الهجوم، الذي وقع في وقت مبكر من اليوم، أسفر عن تفجير المبنى بعد إخراج الموظفين والمراجعين من داخله، ما تسبب في تدمير جزء من المبنى دون أن يسجل وقوع إصابات.
تفاصيل الهجوم
وفقاً لما ذكره المدعي العام في مدينة زاهدان، مهدي شمس آبادي، وقع انفجار قنبلة صوتية في الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي في المبنى المستهدف، مما أدى إلى تدمير جزء من المقر. وأضاف أن التحقيقات جارية حول الحادث وأن القوات الأمنية والاستخباراتية قد بدأت بالفعل في التحقيق لتحديد أسباب ودوافع الهجوم.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية بأن مسلحين دخلوا إلى المبنى وأخرجوا الموظفين والمراجعين، ثم قاموا بتفجيره. وأكد تنظيم “جيش العدل” في بيان صادر عنه أن الهجوم يأتي في إطار ردهم على ما وصفوه بتدمير منازل المواطنين البلوش لصالح مشاريع تطويرية في المنطقة، خاصة مشروع تطوير سواحل مكران.
دوافع الهجوم
في بيان له، أوضح “جيش العدل” أن الهدف من الهجوم كان محاسبة الإدارات الحكومية التي شاركت في مصادرة الأراضي وتدمير المنازل في بلوشستان، والتي تتسبب في تغيير التركيبة السكانية وإزالة الهوية الثقافية والدينية للسكان الأصليين في المنطقة. وأشار التنظيم إلى أن هذه الهجمات تأتي كتحذير للسلطات الإيرانية التي تدير مشاريعها التنموية في المنطقة على حساب السكان المحليين.
خلفية تنظيم “جيش العدل”
يُذكر أن “جيش العدل” هو تنظيم معارض يضم مسلحين من الأقلية البلوشية، وقد نفذ عدة هجمات مماثلة في الماضي ضد قوات الأمن الإيرانية، بما في ذلك استهداف مواقع الحرس الثوري في بلوشستان. في عام 2022، بعد “جمعة زاهدان الدامية” التي شهدت قمعاً واسعاً للاحتجاجات الشعبية، أعلن التنظيم مسؤوليته عن العديد من الهجمات ضد القوات الأمنية الإيرانية.
كما صنفت كل من إيران والولايات المتحدة تنظيم “جيش العدل” على أنه منظمة إرهابية، وذلك بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها التنظيم ضد المواقع العسكرية والأمنية الإيرانية في المنطقة. في نوفمبر 2024، لقي أربعة من عناصر الحرس الثوري مصرعهم في اشتباك مسلح مع التنظيم في مدينة راسك، حيث كان “جيش العدل” يستهدف مناورات “شهداء الأمن” التي كانت تُجرى في المنطقة.
التوترات في بلوشستان
تعد بلوشستان واحدة من أكثر المناطق توتراً في إيران، حيث يعيش فيها العديد من البلوش الذين يعانون من التهميش الاجتماعي والاقتصادي. وقد تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في السنوات الأخيرة على خلفية تردي الأوضاع في المنطقة، وزيادة القمع الأمني من قبل السلطات الإيرانية.
يأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تصعيداً في النشاطات المسلحة والاحتجاجات الشعبية، ما يهدد استقرار الأمن في بلوشستان ويزيد من حدة التوترات في البلاد.