هشام السيد: آخر الرهائن الإسرائيليين يظهر في صورة جديدة بعد الإفراج عنه
تفاصيل الإفراج عن هشام السيد
ظهر اليوم، هشام السيد، آخر الرهائن الإسرائيليين الستة الذين تم الإفراج عنهم، في صورة جديدة نشرتها وكالة رويترز. الصورة التقطها الجناح العسكري لحركة حماس، وأظهرت السيد، وهو من البدو العرب الإسرائيليين، الذي تم احتجازه منذ عام 2015، في وضع جديد بعد سنوات من الأسر.
وعلى عكس عمليات تسليم الرهائن السابقة التي نفذتها حماس، تم تسليم السيد إلى الصليب الأحمر دون مراسم علنية في مدينة غزة، وهو ما أثار تساؤلات حول السبب وراء ذلك. لم تكشف حركة حماس عن السبب المحدد لهذا التغيير في الطريقة، لكن وسائل إعلام فلسطينية نقلت عن مصدر قيادي في كتائب القسام قوله: “الاحتلال تخلى عن الأسير هشام السيد لمدة 10 سنوات لأنه فلسطيني من الداخل، رغم أنه خدم في صفوفه”.
وأضاف المصدر، الذي لم تكشف هويته، أنه سيتم تسليم السيد في غزة دون مراسم وذلك “احتراما لفلسطينيي الداخل”. كما شدد القيادي في القسام على أن حالات التجنيد “الشاذة” لفلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال تظل مرفوضة من قبل الفلسطينيين.
من هو هشام السيد؟
ينحدر هشام السيد من عائلة بدوية في أراضي 48، وهو الابن الأكبر بين 8 بنين وبنات. وُلد وترعرع في قرية السيد بمنطقة النقب المحتلة، وهي إحدى القرى التي لا تعترف بها إسرائيل وتم دمجها لاحقًا مع بلدة حورة في النقب.
تم أسره يوم 20 أبريل 2015 بعد أن تسلل إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل بين إسرائيل والقطاع.
خلفية حول القضية
عقب وقوعه في الأسر، زعمت عائلة هشام السيد في تصريحات لوسائل الإعلام أنه يعاني من أمراض نفسية ووضعه الصحي كان سيئًا، مشيرة إلى أنه لم يخدم في الجيش الإسرائيلي أو يتطوع في أي من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
من جهتها، ادّعت الأجهزة الرسمية الإسرائيلية أن هشام السيد لم يكن جنديًا في صفوف الجيش الإسرائيلي، وأنه تطوع للخدمة العسكرية في أغسطس 2008، لكنه تم تسريحه في نوفمبر من نفس العام بسبب مشاكل صحية ونفسية. وقد تم نشر مستندات طبية تشير إلى أن السيد يعاني منذ عام 2007 من فقدان السمع، إضافة إلى شكاوى من الدوار والطنين. كما كشف تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش أن السيد يعاني منذ عام 2009 من “اضطراب في الشخصية واضطرابات سلوكية وعاطفية غير محددة”.
فيما تشير التقارير الطبية الإسرائيلية إلى أن حالة السيد النفسية كانت قد تشخصت في عام 2010 بأنها “اضطراب ذهني حاد”، ليظهر التشخيص النهائي لحالته في عام 2013 أنه يعاني من “الانفصام”.
تساؤلات حول سياسة التعامل مع الفلسطينيين في صفوف الاحتلال
هذه القصة تلقي الضوء على الجدل المستمر حول مشاركة فلسطينيي الداخل في الخدمة العسكرية ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي. تصريحات حماس حول عدم قبول تجنيد فلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال تُعزز النقاش الدائر حول هذه القضية، في الوقت الذي لا تزال فيه عائلات وأسر الفلسطينيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي تواجه انتقادات محلية ودولية.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث استمرت عملية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، لكنها هذه المرة تضمنت تفاهمات جديدة بشأن طريقة التسليم، ما يعكس تحولات سياسية استراتيجية قد تساهم في التأثير على مجريات الأحداث المستقبلية في المنطقة.