هجوم السيناتور جيم ريش على كينيا ودعمها لقوات الدعم السريع في السودان
شن السيناتور الجمهوري جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، هجومًا حادًا على كينيا متهمًا إياها بشرعنة “الإبادة الجماعية” عبر دعمها لقوات الدعم السريع في السودان. وجاء هجومه عقب محاولة كينيا التوسط في الأزمة السودانية من خلال استضافة الدعم السريع وإعلان حكومة موازية تحت ستار صنع السلام.
تصريحات السيناتور جيم ريش
في تصريحات صحفية له، قال جيم ريش: “السنة الماضية قدت جهودًا للاعتراف بالفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 150,000 شخص، واعتبرتها أعمال إبادة جماعية”.
وأضاف: “وفي يناير الماضي أصبحت تلك السياسات جزءًا من السياسة الأمريكية. الآن، كينيا، التي تعتبر حليفًا للولايات المتحدة، تساعد قوات الدعم السريع على شرعنة حكم الإبادة الجماعية تحت ستار السلام. هذه محاولة متهورة لإخفاء الحقيقة ولن تنهي المجزرة.”
تعليق على التصريحات
تأتي هذه التصريحات في إطار موقف أمريكا الثابت بشأن قضايا الإبادة الجماعية، وهو الموقف الذي لا يتغير بتغير الإدارات أو الرؤساء. من خلال هذا التصريح، يظهر جيم ريش بأنه يحاول توجيه رسائل حازمة لكل من كينيا وداعمي الدعم السريع. هذه التصريحات تحمل عدة رسائل ومعاني مهمة:
رفض الاعتراف بحكومة موازية للدعم السريع:
بما أن السياسة الأمريكية تعتبر أعمال الدعم السريع إبادة جماعية، فإن جيم ريش أكد على أن الدعم السريع وحلفاءه لن يحصلوا على الاعتراف الدولي أو الأمريكي تحت أي ظروف. هذه السياسة، وفقًا لريش، أصبحت جزءًا ثابتًا من السياسة الأمريكية ولن تتغير بغض النظر عن التصريحات أو التحركات الدبلوماسية. هذا الموقف يعتبر جرس إنذار لمن يسعى لدعم أو العمل مع قوات الدعم السريع.
تهديد واضح لكينيا:
في اتهامه لكينيا، اعتبر ريش أن استضافتها لقوات الدعم السريع والمساعدة في دعم تشكيل حكومة موازية يعني إضفاء الشرعية على نظام الإبادة الجماعية. هذا تهديد مباشر لكيينيا ولكل الحلفاء الآخرين الذين قد يفكرون في دعم هذه الحكومة، ما يضع ضغطًا كبيرًا على كينيا للابتعاد عن هذه الخطوة. الولايات المتحدة تُظهر استعدادها لاتخاذ إجراءات ضد أي دولة تسهم في دعم هذا النوع من الأنظمة.
تأكيد الموقف الأمريكي من تقسيم السودان:
في السياق نفسه، أوضح جيم ريش أن أمريكا لن تدعم أي خطوة تؤدي إلى تقسيم السودان أو الانفصال، مشيرًا إلى أن أي محاولة لتقسيم دارفور أو أي منطقة أخرى لن تحصل على اعتراف أمريكي. هذا يشير إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان لا تزال تركز على وحدة البلاد.
عواقب سياسة الدعم السريع:
بناءً على هذه التصريحات، من المتوقع أن يواجه الدعم السريع صعوبة في الحصول على دعم دولي، لا سيما من الحلفاء الأمريكيين. كما أن دخول أي شخص أو مجموعة لها سمعة حسنة في التحالف مع الدعم السريع قد يكون محط شكوك من قبل الولايات المتحدة، مما سيجعل التحالفات مع الجماعات الموازية صعبة.
سياق التحركات السياسية
مع تصاعد الأزمة في السودان، يظهر جيم ريش كأحد المسؤولين الأمريكيين البارزين الذين يتحكمون في توجيه السياسات الأمريكية تجاه الأزمة السودانية. منذ انقلاب 25 أكتوبر في السودان، كان ريش يراقب عن كثب الوضع السوداني، مُصرًا على اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية في السودان، سواء كان الجيش السوداني أو الدعم السريع.
كان السيناتور ريش أحد أبرز الداعين لتعيين مبعوث أمريكي خاص للسودان، مشددًا على أهمية التصنيف الدولي للدعم السريع كمنظمة إرهابية بسبب تورطها في انتهاكات حقوق الإنسان. كما كان ريش جزءًا من عملية الضغط على الإدارة الأمريكية لوضع تصنيفات صارمة على الأفراد والكيانات المرتبطة بالحكومة السودانية والدعم السريع.










