تقرير: تأثير سياسة “الضغط الأقصى” على إيران وتداعياتها الإقليمية
أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الجدل مجددًا بتصريحاته حول إيران، مؤكّدًا أنها كانت “مفلسة” خلال فترة رئاسته السابقة (2017-2021) بما حال دون تمويلها لحركة حماس وحزب الله. ورغم العقوبات الاقتصادية المشددة، التي كانت جزءًا من سياسة “الضغط الأقصى”، تشير التقارير إلى استمرار إيران في دعم هذه الجماعات عبر آليات تمويل بديلة، مما يطرح تساؤلات عن فعالية العقوبات الاقتصادية في كبح الطموحات الإيرانية.سياسة “الضغط الأقصى” وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني
بين عامي 2018 و2020، شهدت إيران تراجعًا اقتصاديًا حادًا بنسبة 14.3% وفقًا لصندوق النقد الدولي. تسبب فرض العقوبات الأمريكية في انخفاض العائدات النفطية من 2.5 مليون برميل يوميًا إلى أقل من 200 ألف برميل. كما أدى ذلك إلى ارتفاع التضخم بنسبة 41% وهبوط قيمة الريال الإيراني بنسبة 60%. وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو، بأن “إيران لم تعد قادرة على تمويل الإرهاب كما السابق”، في إشارة إلى آثار هذه العقوبات.
آليات التمويل البديلة للجماعات المسلحة
رغم الضغوط الاقتصادية، طوّرت إيران وحلفاؤها استراتيجيات للالتفاف على العقوبات. وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن استخدام حزب الله شبكات غسيل الأموال في أمريكا اللاتينية وأفريقيا عبر تجارة الذهب والمخدرات. كما استفادت حماس من تقنيات العملات الرقمية، حيث تمكنت السلطات الأرجنتينية من مصادرة 1.8 مليار بيزو من حسابات مرتبطة بالجماعة على منصات بلوك تشين.
| الجماعة | مصادر التمويل الجديدة | القيمة التقديرية |
|---|---|---|
| حزب الله | تجارة الكوكايين في أمريكا اللاتينية | 500 مليون دولار سنويًا |
| حماس | التمويل عبر العملات المشفرة | 10 مليون دولار شهريًا |
| الحرس الثوري | تهريب النفط عبر الموانئ السورية | 15 مليار دولار (2018-2020) |
السياق الإقليمي المتغير وتداعياته الاستراتيجية
أدت الهجمات الإسرائيلية المستهدفة ضد البنية التحتية العسكرية الإيرانية في 2024-2025 إلى تأثيرات استراتيجية كبيرة. وتحديدًا في أكتوبر من العام الماضي، تم استهداف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. ونتيجة لهذه الضغوط، تحولت طهران إلى تعزيز وجودها في اليمن عبر دعم الحوثيين، بينما خفضت دعمها لحماس بنسبة 40% مقارنة بما قبل 2023.
ردود الفعل الدولية ومسارات المستقبل
حذّر الخبير الاقتصادي علي وعيز في تصريح لـ BBC من أن العقوبات الجديدة قد تدفع إيران إلى تبني سياسات أكثر تطرفًا. في المقابل، يرى بعض المحللين في معهد أتلانتيك كاونسل أن التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية يمكن أن يكون رادعًا أكثر فعالية من العقوبات الأحادية.
“الضغط الاقتصادي وحده لا يكفي لتحييد إيران، بل يجب استهداف الشبكات الإقليمية المعقدة التي تبنيها منذ عقود” – باتريك كلوسون، معهد واشنطن
السيناريوهات المحتملة في عهد ترامب الجديد
تُشير التسريبات الدبلوماسية إلى خطة أمريكية-إسرائيلية مشتركة لشنّ ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية بحلول منتصف 2025. في المقابل، تعوّل إيران على تحالفاتها مع روسيا والصين لخلق ممرات مالية بديلة. وتحذر بعض التقارير من أن العنف المتصاعد قد يدفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة.
التحديات القانونية والسياسية
تواجه الإدارة الأمريكية تحديات في فرض عقوبات جديدة بسبب المعارضة الروسية والصينية في مجلس الأمن. كما أن استخدام البيت الأبيض لـ”بنود الاسترداد السريع” في الاتفاق النووي يتطلب دعمًا أوروبيًا قد يكون غير متاح. هذه التحديات تضع الرئيس ترامب أمام خيارات محدودة، قد تدفعه في النهاية إلى التصعيد العسكري المباشر.










