مستقبل حزب الله بعد تشييع الأمينين العامين: التصعيد أم التهدئة؟
المنشر الاخباري:
بعد تشييع الأمينين العامين لحزب الله، حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، يطرح المشهد السياسي والعسكري اللبناني العديد من التساؤلات حول موقف الحزب في المرحلة القادمة. هل سيتجه حزب الله إلى التصعيد مع إسرائيل أم سيواصل سياسة وقف إطلاق النار التي كان قد تبناها في الأشهر الأخيرة؟
الظروف الراهنة والتحديات أمام حزب الله
حزب الله اليوم في مرحلة حساسة، حيث يشهد المنطقة تحديات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، يبقى السؤال حول رد فعل الحزب على أي تصعيد إسرائيلي محتمل قائمًا. في الوقت الذي يتزايد فيه القلق من التحركات العسكرية الإسرائيلية على الحدود، يرى البعض أن حزب الله قد يكون على وشك اتخاذ مواقف أكثر حدة في مواجهة إسرائيل، بينما يراه آخرون حريصًا على الحفاظ على وقف إطلاق النار لتجنب التصعيد الكامل.
التصعيد أم التهدئة؟
بحسب مصادر سياسية مطلعة، يُعتقد أن حزب الله قد يكون في مفترق طرق. فمن جهة، هناك ضغط داخلي من قبل القاعدة الشعبية التي تدعمه، والتي تتوقع أن يقوم الحزب برد فعل قوي في حال تعرضت أراضيه للتهديد أو الهجوم الإسرائيلي. وفي الجهة الأخرى، هنالك الاعتبارات الأمنية والسياسية التي قد تدفع الحزب إلى تبني سياسة التهدئة، حيث يسعى إلى تجنب التصعيد الكامل الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة مع إسرائيل.
الموقف العسكري لحزب الله في ضوء التشييع
مقتل قياديين بارزين في حزب الله مثل حسن نصرالله وهاشم صفي الدين قد يعيد تحديد أولويات الحزب على الصعيدين العسكري والسياسي. ورغم أن الحزب قد أكد في العديد من المناسبات أن سلاحه سيبقى موجهًا نحو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فإن بعض التحليلات تشير إلى أنه قد يسعى إلى تجنب التصعيد العسكري المفتوح من خلال استغلال الوساطات السياسية والعمل ضمن أطر دبلوماسية لتجنب الانجرار إلى حرب شاملة.
من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل الواقع العسكري المعقد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. فالإسرائيليون، الذين اعتادوا على اتخاذ خطوات هجومية مفاجئة، قد يعيدون النظر في استراتيجياتهم مع أي تصعيد من جانب الحزب. ومن المتوقع أن تراقب القوى الإقليمية والدولية عن كثب أي تحركات من الطرفين، مما يزيد من تعقيد أي قرار قد يتخذه حزب الله.
الخطوة التالية: تصعيد أم تهدئة؟
في النهاية، تبقى الخيارات مفتوحة أمام حزب الله. فمن جهة، يمكن أن يختار الحزب التصعيد العسكري من خلال تنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية، مما يرسل رسالة قوية حول استمرارية المقاومة. ومن جهة أخرى، قد يختار الحزب التمسك بسياسة “التوقف المؤقت” أو وقف إطلاق النار، على الأقل في الوقت الراهن، حتى تتضح ملامح الوضع الإقليمي بشكل أكبر.
إن الخطوة التالية لحزب الله ستكون حاسمة، إذ يتعين عليه الموازنة بين حسابات القوة العسكرية وحسابات التوازن السياسي الإقليمي. كما أن الضغوط الشعبية قد تكون عاملاً حاسماً في اتخاذ قراره، فضلاً عن التحركات الإسرائيلية المحتملة.