انطلاق المجلس العسكري في السويداء
في تطور هام شهدته محافظة السويداء جنوب سوريا، أعلن “المجلس العسكري” عن انطلاق عمله في المطار الزراعي في جنوب المدينة، وهو تجمع ضم العشرات من أبناء السويداء. هذه الخطوة تأتي في سياق التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، حيث طرح المجلس مشروعًا وطنيًا يهدف إلى تنظيم الفصائل المسلحة المحلية وتوحيدها ضمن إطار منظم، بالتنسيق مع القوى السياسية والثورية التي تنشط في المحافظة.
انطلاق المجلس العسكري في السويداء
تأسس المجلس العسكري في السويداء بداية تحت مسمى “المجلس العسكري المؤقت” في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، وكان هدفه في البداية منع الانفلات الأمني وحماية المحافظة، بعد أن غادر العديد من عناصر النظام السوري المنطقة. إلا أن المجلس، الذي أعاد تشكيله لاحقًا، يتبنى الآن توجهات جديدة تهدف إلى تقديم إطار جامع من أجل تنظيم الفصائل المسلحة ضمن هيكل عسكري منظم ومتسلسل. وقال مصدر قريب من قيادة المجلس العسكري في السويداء، إن الهدف من هذه الخطوة هو “منع السلاح المتفلّت” وضمان الأمن والاستقرار داخل المحافظة، خاصة في ظل الظروف الحالية.
الهدف من “المشروع الوطني”
حسب ما صرح به السيد طارق الشوفي، قائد المجلس العسكري، فإن هذا المشروع “وطني”، ويعتمد على تنظيم التعاون بين القوى المسلحة في المجتمع المحلي، مع التركيز على تشكيل نواة من كوادر العسكريين المنشقين. ويشمل المشروع دعوة كافة القوى العسكرية في السويداء للانضمام إلى صفوف المجلس والعمل ضمن رؤية موحدة، تهدف إلى تحقيق العدالة، وحماية المجتمع السوري من التهديدات الداخلية والخارجية، بما في ذلك مكافحة عصابات التهريب والإرهاب على الحدود الجنوبية للبلاد.
كما أوضح الشوفي أن المجلس العسكري يسعى ليكون جزءًا من “الجيش الوطني للدولة السورية الجديدة” التي يروج لها، والتي يجب أن تقوم على أسس الدولة الديمقراطية العلمانية، على أن تكون “لامركزية” وتهدف إلى “العدالة والسلام الإقليمي والدولي”. هذه التصريحات تثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان المجلس العسكري يخطط بالفعل لتشكيل “إقليم درزي” في السويداء، حيث يتمتع الدروز بحضور كبير في المنطقة وقد شكلوا خلال السنوات الماضية حالة من الاستقلالية السياسية نسبياً عن باقي المناطق السورية.
التحديات والرفض الداخلي
ورغم التوجهات التي أعلنها المجلس العسكري، يواجه هذا المشروع تحديات كبيرة داخل المجتمع المحلي في السويداء، ومن أبرز هذه التحديات هو الرفض الذي أبداه الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز. حيث وصف الهجري المجلس العسكري بـ”الانفصاليين”، وأكد على عدم تفويضهم بأي شكل من الأشكال لتمثيل طائفة الدروز أو قيادة المحافظة. هذا الرفض يعكس التوترات الموجودة داخل الطائفة الدرزية والتي قد تؤثر على فعالية المجلس العسكري في تحقيق أهدافه.
مستقبل المجلس العسكري وإمكانية تشكيل “إقليم الدروز”
تطرح هذه الخطوة تساؤلات مهمة حول ما إذا كان المجلس العسكري في السويداء يسعى لتشكيل نواة لمشروع سياسي وعسكري يمكن أن يؤدي إلى تشكيل إقليم خاص بالطائفة الدرزية في سوريا. في الوقت الذي يؤكد فيه الشوفي على أن المشروع سيبقى ضمن إطار الدولة السورية المستقبلية، إلا أن الهيكلة العسكرية المنظمة والحديث عن “الجيش الوطني” يعزز من فرضية وجود توجه نحو استقلالية إدارية وعسكرية أكبر في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن المجلس العسكري يعمل على حماية السويداء من التهديدات الخارجية، خصوصاً على الحدود مع إسرائيل والأردن. كما يركز على مواجهة التهريب والسلاح والمخدرات، وهي تهديدات غير مباشرة قد تكون محورية في تعزيز النفوذ العسكري للمجلس داخل المحافظة.
ماذا يعني ذلك للمستقبل؟
يبقى المستقبل غامضًا بالنسبة للمجلس العسكري في السويداء، خاصة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، وصعوبة التوصل إلى توافق مع مختلف القوى السياسية والدينية في المنطقة. قد تزداد التوترات بين مختلف الفصائل المحلية، خصوصًا إذا استمر المجلس العسكري في تبني سياسات تثير الخلافات مع بعض القيادات الروحية والسياسية في السويداء.
إذا تمكن المجلس من بناء قاعدة عسكرية مدعومة داخليًا وإقليميًا، فقد يتطور إلى قوة مؤثرة في مستقبل سوريا، مع تأثيرات كبيرة على مصير السويداء ومكانتها في المستقبل السياسي والدستوري للبلاد.
تشكيل المجلس العسكري في السويداء: دروز سوريا في مواجهة انتهاكات سلطة الشرع
أعلنت عدة فصائل درزية في السويداء عن تشكيل المجلس العسكري في خطوة تهدف إلى الدفاع عن مصالح الدروز في مواجهة تهديدات السلطة الحالية. في ظل تزايد التوترات في المنطقة، يسعى المجلس لتنظيم الوضع العسكري والسياسي في المحافظة وسط مناخ مشحون بالتحديات.
زعيم الدروز في سوريا يعلن الحرب على إيران وحزب الله وسط توترات السويداء
في خطوة تصعيدية، أعلن زعيم الدروز في السويداء عن نية محاربة النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة، معتبرًا ذلك تهديدًا لأمن السويداء. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث يعاني الدروز من الانتهاكات المستمرة لحقوقهم.
وسط مطالبات بالحكم الذاتي لـدروز سوريا.. الهجري يرفض تسليم السلاح في السويداء
تتزايد الدعوات من قبل عدد من قادة الدروز في السويداء للمطالبة بحكم ذاتي، في حين يرفض الشيخ حكمت الهجري تسليم السلاح للمجلس العسكري الذي يتزعمه البعض في المنطقة، ما يعكس الانقسام داخل المجتمع الدرزي.
فصيلان مسلحان في السويداء يعلنان “خريطة طريق” في سوريا
أعلن فصيلان مسلحان في السويداء عن وضع “خريطة طريق” سياسية وعسكرية لحل النزاعات في المنطقة، والتي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار وسط التوترات المستمرة.
السويداء تتخذ أول خطوات الإدارة الذاتية في سوريا
في خطوة تاريخية، اتخذت محافظة السويداء أولى خطواتها نحو الإدارة الذاتية، في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها سوريا، بما يتضمن تأسيس آليات محلية للحوكمة بعيدًا عن الهيمنة المركزية.
التجمع الوطني للساحل السوري يعلن عن تأسيس إقليم الساحل وسط تصاعد الانتهاكات العلويين
في خطوة مشابهة لتطورات السويداء، أعلن التجمع الوطني للساحل السوري عن تأسيس إقليم الساحل السوري في ظل التهديدات المستمرة والممارسات المرفوضة بحق العلويين في المنطقة.
لواء درع الساحل: خطوة جديدة من مقداد فتيحة للدفاع عن الطائفة العلوية في سوريا
أعلن مقداد فتيحة عن خطط جديدة من خلال “لواء درع الساحل” تهدف إلى الدفاع عن الطائفة العلوية في سوريا وسط تصاعد التهديدات العسكرية والسياسية في الساحل.
