الشرطة الإيرانية تعتقل 15 من منظمي “المواعيد المجهولة”
أعلنت الشرطة الإيرانية، اعتقال 15 من منظمي اللقاءات الغرامية التي تتم عبر الفضاء الإلكتروني، والتي تعرف بـ”المواعيد المجهولة”.
تفاصيل الحملة الأمنية
وقال قائد شرطة الأمن العام في منطقة فرج، العميد ماجد فايز جعفري إنه تم تحديد هوية هؤلاء الأفراد في جميع أنحاء إيران، وتم استدعاؤهم أو اعتقالهم أو تحذيرهم خلال الأيام الثلاثة الماضية، بالتنسيق مع السلطات القضائية المعنية.
مراقبة المحتوى الإلكتروني
وأشار جعفري إلى أن السلطات الأمنية الإيرانية ضبطت المحتوى المتعلق بأنشطة هؤلاء المنظمين وصفحاتهم على الإنترنت، مؤكدًا أن عمليات مكافحة هذا النوع من البرامج ستستمر بشكل مكثف حتى يتم تطهير الفضاء الإلكتروني من هذا المحتوى بشكل كامل.
حملة أوسع ضد “المواعيد المجهولة”
تأتي هذه المواجهة في إطار حملة أوسع تشنها السلطات الإيرانية ضد بعض الأفراد والمؤثرين الذين يقومون بتنظيم برامج على الإنترنت تتضمن لقاءات عاطفية بين شباب وفتيات، وهو ما اعتبرته السلطات “مخالفًا للآداب العامة”.
وقد تم تنفيذ العديد من الإجراءات المشددة ضد هؤلاء الأفراد في الآونة الأخيرة، بما في ذلك حجب صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
إغلاق صفحات مؤثرين بارزين
وفي مثال بارز على هذه الحملة، كانت صفحة إنستغرام الخاصة بـ”ويني ويدز”، المدونة واليوتيوبر التي تتمتع بمتابعة واسعة، قد تم حظرها بناءً على قرار قضائي، وذلك بعد أن استضافت برنامج “الموعد الإيراني الأعمى”. وقد اعتبرت السلطات أن المحتوى المقدم في البرنامج يتنافى مع الآداب العامة.
في وقت لاحق من العام الجاري، تم أيضًا إغلاق صفحة إنستغرام الخاصة بـ”فيني”، مقدم برنامج “الموعد الأعمى” الشهير، إلى جانب صفحة المدون الآخر أشكان شادكامي، وذلك ضمن نفس الحملة القضائية ضد البرامج التي تتضمن لقاءات غرامية عبر الإنترنت.
السياسة الحكومية تجاه الفضاء الإلكتروني
وتعد هذه الإجراءات جزءًا من سياسة أوسع تتبعها السلطات الإيرانية في مواجهة ما تعتبره تهديدًا للآداب العامة والشرعية الاجتماعية.
وفي هذا السياق، كان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد وصف الفضاء الإلكتروني مرارًا بـ”المتوحش” ودعا إلى فرض رقابة مشددة عليه.
ردود الفعل على الحملة
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة القضائية تأتي في وقت يشهد فيه الفضاء الإلكتروني في إيران تزايدًا في الهجوم على السلطات، حيث أطلق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على إيران لقب “عدو السعادة والأمل”، احتجاجًا على القيود المفروضة على المحتوى الإلكتروني.
في سبتمبر/أيلول الماضي، تحدث مسعود بزشكيان، وزير الحكومة الإيرانية، عن ضرورة “الإدارة السليمة للفضاء الإلكتروني”، استنادًا إلى توجيه خامنئي، وذلك في إطار جهود الحكومة لفرض مزيد من الرقابة على الإنترنت في البلاد.
هذه الإجراءات تتزامن مع تصعيد مستمر في الحملة ضد الأشخاص الذين يروجون لأنشطة تعتبرها الحكومة مخالفة لقيم المجتمع الإيراني، في حين يواجه العديد من الأفراد انتقادات محلية ودولية بسبب القيود المفروضة على حرية التعبير والحقوق الشخصية في الفضاء الإلكتروني.