خطة يائير لابيد للقطاع الفلسطيني غزة: الحل المصري
قدّم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، خطة مستقبلية للقطاع الفلسطيني غزة، أطلق عليها اسم “الحل المصري”، والتي تقوم على فرض وصاية مؤقتة من قبل مصر على غزة لعدة سنوات. تهدف الخطة إلى تعزيز الأمن الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، فضلاً عن إعادة إعمار القطاع بعد إزالة حركة حماس من الحكم، على أن يتم دعم مصر بالعديد من الحوافز السياسية والمالية.
تفاصيل الخطة:
الوصاية المصرية:
خلال فعالية في واشنطن، أعلن لابيد أن خطته تقترح أن تفرض مصر وصايتها المؤقتة على غزة لمدة تتراوح بين 8 إلى 15 عاماً. وتشمل هذه الخطة ضمان الأمن في المنطقة وإعادة بناء غزة بعد التخلص من حكم حركة حماس. وذكر لابيد أن بعد هذه الفترة الزمنية، سيكون من الأفضل لإسرائيل أن تنفصل عن الفلسطينيين بطريقة تُعزز من أمنها.
الهدف الأمني والسياسي:
أكد لابيد أن مصر ستكون الجهة المسؤولة عن قطاع غزة بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الحالي. وأشار إلى أن مصر تمتلك علاقات تاريخية مع غزة، حيث حكمتها بين عامي 1948 و1967. كما أكد أن القاهرة ستكون مسؤولة عن نزع سلاح القطاع ومنع تهريب الأسلحة وتسهيل سفر الفلسطينيين.
الحوافز لمصر:
في سبيل تشجيع مصر على قبول هذا الدور، ذكر لابيد أن هناك حوافز مالية وسياسية يمكن أن تدفع القاهرة للموافقة على الوصاية. من أبرز هذه الحوافز سداد الديون المصرية الخارجية التي تقدر بـ 155 مليار دولار، والتي وضعت مصر على حافة أزمة اقتصادية خانقة.
دور مصر في استقرار المنطقة:
أضاف لابيد أن مصر ستقود قوة حفظ سلام إقليمية مسؤولة عن إدارة غزة وإعادة إعمارها، مشيراً إلى أن مصر تعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا وقوة سنية معتدلة في المنطقة. ووفقًا للخطة، فإن هذه الوصاية ستساعد في تحقيق استقرار طويل الأمد في غزة والمنطقة.
التنسيق مع الفلسطينيين:
رغم أن الخطة تركز على مصر كجهة أساسية لإدارة غزة، فإن لابيد أشار إلى أنه لا يُستبعد إدماج السلطة الفلسطينية تدريجيًا في إدارة القطاع، وبالتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مع التركيز على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل.
إجابة عن الأسئلة الاستراتيجية:
في حديثه، أضاف لابيد أن “الحل المصري” يجيب على ثلاث أسئلة رئيسية تشغل المنطقة:
- من يدير قطاع غزة؟
- كيف يمكن منع غزة من عرقلة التطبيع بين إسرائيل والسعودية أو تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران؟
- كيف يمكن الحفاظ على استقرار مصر ودورها كشريك أمني وإستراتيجي في المنطقة؟
الموقف المصري:
رغم تفاصيل خطة لابيد، ترفض مصر بشكل قاطع أي خطة تتضمن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. كما عارضت في السابق بعض المقترحات التي تضمنت تسلمها مسؤولية إدارة القطاع. وتعتبر القاهرة أن قطاع غزة جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
تعد خطة يائير لابيد لمستقبل غزة جزءًا من محاولة لتغيير الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، مع التركيز على تعزيز الأمن الإسرائيلي من خلال التعاون مع مصر. ومع ذلك، تبقى المواقف المصرية والفلسطينية محورية في تحديد ما إذا كانت هذه الخطة ستلقى قبولًا دوليًا أو ستواجه معارضة شديدة، خاصة من الجانب المصري الذي يرى في غزة جزءاً من المستقبل الفلسطيني.