هجوم قوات درع السودان على قرية كمبو طيبة في ولاية الجزيرة
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن “قوات درع السودان”، وهي جماعة مسلحة تدعم الجيش السوداني، استهدفت المدنيين وممتلكاتهم عمدًا في هجوم شنته بتاريخ 10 يناير على قرية كمبو طيبة في ولاية الجزيرة وسط السودان، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا على الأقل، بينهم طفل، وجرح آخرين. كما تعرضت الممتلكات المدنية للنهب والتدمير، بما في ذلك المؤن الغذائية والمواشي، فضلاً عن إحراق المنازل.
الانتهاكات والجرائم
وأوضحت المنظمة أن هذه الأفعال تشكل جرائم حرب، حيث قتل مدنيون عمدًا، مما يثير القلق حول كون بعض هذه الأفعال قد تشكل أيضًا جرائم ضد الإنسانية. وأكد جان باتيست غالوبان، الباحث في هيومن رايتس ووتش، أن هذه الانتهاكات تتطلب تحقيقًا عاجلًا من السلطات السودانية ومحاسبة المسؤولين عنها، بما في ذلك قادة قوات درع السودان.
هجوم كمبو طيبة
هاجم المئات من مقاتلي “درع السودان”، الذين وصفهم شهود عيان بأنهم عرب، قرية كمبو طيبة في الصباح الباكر من 10 يناير. استخدم المهاجمون آليات “تويوتا لاند كروزر” مزودة برشاشات ثقيلة، وأطلقوا النار عشوائيًا على السكان، بما في ذلك الرجال والفتيان، وأحرقوا المنازل. وبعد الهجوم الأول، عاد المهاجمون لاحقًا في نفس اليوم بينما كان السكان يدفنون ضحاياهم، ليواصلوا القتل والنهب.
التفاصيل والشهادات
سرد شهود عيان عدة تفاصيل مأساوية حول الهجوم، حيث وصف أحدهم أنه تم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة من قبل مسلحين يرتدون زيًا مموهًا. كما ذكرت امرأة أخرى أن المسلحين هددوا السكان وقالوا: “ألا تعرفون من نحن؟”، في إشارة إلى قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل.
التحليل والأدلة
وفقًا للتقارير والصور التي تلقتها هيومن رايتس ووتش، فإن الفيديوهات التي تم التحقق منها تؤكد حدوث الانتهاكات في كمبو طيبة وأماكن أخرى في ولاية الجزيرة في نفس الفترة الزمنية. تشتمل الأدلة على مقاطع تظهر أعمال تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء ضد المدنيين في منطقة ود مدني المجاورة. كما أوضح الشهود أن الهجوم قد أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، بما في ذلك مواطنين من جنوب السودان، مما أدى إلى تصاعد التوترات مع جارتها.
التداعيات الدولية
في سياق أوسع، دعت هيومن رايتس ووتش إلى تحرك سريع من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتطبيق عقوبات ضد المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في السودان، بما في ذلك أبو عاقلة كيكل. كما طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية الأخرى بتقديم دعم عاجل لمهمة حماية المدنيين في السودان.
الدعوة لتحقيق شامل
طالبت المنظمة السلطات السودانية بفتح تحقيق شامل في الهجوم على كمبو طيبة وغيرها من الانتهاكات المرتكبة من قبل الجماعات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني. كما دعت إلى تعليق عمل قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل، وبقية القيادات العسكرية المتورطة في تلك الانتهاكات، لحين استكمال التحقيقات.