مؤتمر صحفي مشترك بين عباس عراقجي وسيرغي لافروف
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن طهران لن تدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمرت سياسة الضغوط القصوى التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.
تصريحات وزير الخارجية الإيراني
في حديثه خلال الاجتماع الذي عُقد في طهران، أشار عراقجي إلى أن إيران ستواصل التركيز على ملفها النووي مع شركائها الدوليين، خاصة روسيا والصين، دون التفاوض تحت تهديدات أو عقوبات. وقال وزير الخارجية الإيراني: “لن نتفاوض تحت الضغط أو التهديد أو العقوبات، ولن تكون هناك إمكانية للمفاوضات المباشرة بيننا وبين الولايات المتحدة بشأن القضية النووية طالما يتم تطبيق أقصى قدر من الضغط بهذا الشكل.”
العلاقات الإيرانية – الروسية والمستجدات الإقليمية
من جانبه، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن زيارة طهران، التي تأتي في وقت حساس من التاريخ الدبلوماسي للبلدين. ووفقًا لبيان السفارة الروسية في طهران، فإن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي، فضلاً عن مناقشة القضايا الإقليمية والملف النووي الإيراني. وأكد البيان أن الزيارة جاءت بدعوة من عباس عراقجي، وأنها تركز على تقييم التوترات القائمة في المنطقة وتبادل المواقف بشأن قضايا سوريا واليمن وأفغانستان.
وأوضح لافروف أن هذه المشاورات تندرج في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وطهران، التي شهدت تصاعدًا في التعاون الثنائي، خاصة بعد توقيع المذكرة الاستراتيجية الشاملة بين الرئيسين الروسي والإيراني في يناير/كانون الثاني.
التعاون الإيراني مع روسيا في الحرب الأوكرانية
تم التطرق أيضًا إلى التعاون العسكري بين إيران وروسيا في حرب أوكرانيا، حيث تلعب طهران دورًا رئيسيًا في تقديم الدعم الصاروخي والطائرات بدون طيار لروسيا. ومع ذلك، شددت إيران على أنها تسعى لتحقيق استقرار في المنطقة ولا تدعم تصاعد التوترات بين روسيا والولايات المتحدة. في هذا السياق، أكد العراقجي أن إيران ستواصل تعاونها مع روسيا في إطار معاهدة استراتيجية طويلة الأمد، مما يعكس التزام البلدين بتعميق الروابط الاقتصادية والسياسية.
موقف طهران من المفاوضات مع واشنطن
فيما يخص المفاوضات مع الولايات المتحدة، أضاف عراقجي أن طهران مستمرة في التنسيق مع شركائها الدوليين مثل الصين وروسيا في القضايا النووية، مشددًا على أن إيران لن تتفاوض إلا عندما ترى أن واشنطن قد تراجعت عن سياسة الضغوط القصوى وأوقفت فرض العقوبات. وأكد وزير الخارجية الإيراني أنه لن يكون هناك حوار بناء مع الولايات المتحدة ما لم يغير الجانب الأمريكي من موقفه.
دور روسيا في تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن
يعتقد بعض الخبراء أن زيارة لافروف إلى طهران قد تكون جزءًا من محاولات روسيا لتحقيق توازن في علاقاتها مع الولايات المتحدة دون التأثير على تحالفها الاستراتيجي مع إيران. وصرح عبد الرضا فراجيراد، أستاذ الجغرافيا السياسية، في مقابلة مع صحيفة اعتماد: “لا يبدو أن لافروف يسعى لتحسين العلاقات بين طهران وواشنطن بشكل مباشر، ولكنه قد يكون يتطلع لمعرفة موقف طهران قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الروسي والأمريكي.” وبالرغم من هذا، فإن البعض يرى أن روسيا تحاول المساهمة في تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في إطار تحسين علاقاتها مع طهران دون المساس بالتحالف القوي بين البلدين.