مصر ترفض مقترحات حول حوكمة غزة
عبرت مصر، يوم الأربعاء، عن رفضها القاطع لأي مقترحات أو أطروحات تتنافى مع ثوابت الموقف المصري والعربي وتلتف حول الأُسس السليمة للتعامل مع جوهر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والمتعلقة بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، رداً على استفسارات صحفية حول مقترحات بشأن حوكمة غزة في المرحلة المقبلة، إن هذه الأطروحات تُعتبر “أطروحات أنصاف حلول” ولا تسهم في حل الصراع بشكل نهائي. وأوضح البيان أن أي حلول تحاول التهرب من حل جذري، مثل مقترحات تولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة زمنية، مرفوضة تمامًا لأنها “تسهم في تجدد حلقات الصراع بدلاً من تسويته بشكل نهائي”.
موقف مصر الثابت حول غزة وفلسطين
أكد البيان على الارتباط العضوي بين قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، باعتبارها أراضي فلسطينية تشكل إقليم الدولة الفلسطينية المستقلة، وهي يجب أن تخضع للسيادة الفلسطينية الكاملة. وأضاف البيان أن أي محاولة لتحويل قطاع غزة إلى قضية منفصلة أو لتولّي أي طرف خارجي إدارتها لا يمكن قبولها.
مقترحات “الحل المصري” من جانب المعارضة الإسرائيلية
في وقت سابق، أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عن خطة لمستقبل غزة أطلق عليها اسم “الحل المصري”، والتي تتضمن فرض وصاية مصرية مؤقتة على القطاع لمدة تتراوح بين 8 إلى 15 عامًا. وفقًا لهذه الخطة، يتم منح مصر حوافز مالية وسياسية، بما في ذلك سداد ديونها التي تبلغ حوالي 155 مليار دولار، مقابل توليها مسؤولية إدارة القطاع وضمان الأمن على الحدود الجنوبية لإسرائيل.
وأشار لابيد إلى أن مصر ستكون الجهة المسؤولة عن قطاع غزة بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن مصر ستكون مسؤولة عن إعادة إعمار القطاع، نزع سلاحه، ومنع تهريب الأسلحة، إلى جانب تسهيل سفر الفلسطينيين إلى الخارج. كما شدد على أن هذه الخطة تهدف إلى تجنب تجدد تهديدات حماس لإسرائيل.
مصر ترفض خطة لابيد
من جانبها، ترفض مصر تمامًا أي خطة تتضمن إدارة غزة بعيدًا عن السيادة الفلسطينية الكاملة. فقد أكدت القاهرة مرارًا وتكرارًا أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن أي محاولات لتحويله إلى نقطة انطلاق لتسويات جزئية لا تتماشى مع حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.
كما أن مصر ترفض أي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو جعلها نقطة فاعلة في سياقات إقليمية أخرى، مثل تطبيع العلاقات مع إسرائيل أو مواجهة التهديدات الإيرانية. واعتبرت مصر أن الحل الأمثل يكمن في تسوية شاملة عبر المفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.